Sunday, November 25, 2012

Illumination !!


Like everyone, I read books to seek new ideas, to conquer new worlds and to discover new horizons. For that same reason, and since I knew that the goal of TED is to spread NEW ideas and to share them with other people, I decided to attend the TEDxRabat that took place yesterday, November 24th. The theme of this second edition was “Illumination”, so the key issue of all speakers, each in his field, was to bring ideas that make people live happier, easier and better, despite of all the social, political and economic problems they meet nowadays.

All talks could have been interesting if they had taken in consideration the ultimate goal of TED, which is, I repeat, spreading NEW ideas. Unfortunately, during every talk, I tried to pick up something new, but in vain. And I’m still wondering what’s new in friendship? in the power of energy? in the discovery of hidden waters? in the adoption of entrepreneurs? in the importance of Sufism in the stability of a country? and in the importance of living in the present and learning from the past?!!

Honestly, I think that the topics covered by this event were all old and archaic. I think also that those topics could have had a better impact if they had been used in lectures or debates, but not in TED talks. Moreover, in some talks, the quality of presentation wasn’t that high. 

Maybe the cause of my disappointment is that I had already watched many of TED videos of other countries and I started comparing them to what I saw yesterday, and I can say that the gap between the two levels is very obvious.

But to be fair, the organization of the event was a good one, the timing was respected and the animation was a success. The choice of the videos shown between talks was also excellent, especially the second video about the “Before I die, I want to …” wall. I genuinely liked this video because I found the idea so simple but innovative and that’s why it became popular and loved by people worldwide. I liked also the motive behind this idea, which is, according to the speaker “Thinking about death clarifies your life”.

Anyway, I don’t regret being a part of this event, because I was able to have a personal opinion about it, and to see what’s good and what must be improved in the next editions.


Amal.

Wednesday, November 21, 2012

أدرينالين ـ خواطر


قرأت مؤخرا كتيبا ينطبق عليه بجدارة المثل القائل "خير الكلام ما قل و دل"، فالكتاب بالرغم من صغره، استفز عقلي و مشاعري و أناملي لأكتب عنه و أناقش ما طرح فيه من أفكار. و هذا ليس بغريب على كاتبه الذي يمتاز بأسلوب مميز و يخاطب قراءه بكل سلاسة و صدق. إنه كتاب "أدرينالين" للكاتب أحمد خيري العمري.


يتناول الكتاب محورا واحدا تدور حوله مجموعة من الأفكار و الخواطر، و هذا المحور الرئيسي يمكننا أن نلخصه في كلمة واحدة هي "التمعر". فما هو التمعر؟

يستهل الكاتب كتيبه بعتاب لصديق. هذا الصديق اشتكى للكاتب من تداخل خط هاتفه مع خط فتاة لعوب كانت تقضي الليل بطوله تتحدث على الهاتف لأغراض غير شريفة، و أثار هذا غضب ذلك الصديق ليس لأنه استنكر ما تفعله هذه الفتاة و إنما لأن ذلك كان يشوش على شبكة الإنترنت في بيته! هذا الموقف جعل الكاتب يتذكر حديثا قدسيا سيؤدي بنا مباشرة إلى مفهوم التمعر.
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي :
أمر رب العزة عبده جبريل أن يخسف الأرض بقرية عم فيها الفساد. فراجعه جبريل ليستفهم قائلاً: إن بها عبدك الصالح فلاناً.
فقال له رب العزة : به فابدأ.
فاستغرب جبريل : لماذا يا رب؟
فقال الله تعالى : إن وجهه لم يتمعر يوماًَ فيّ.
من هنا نفهم أن التمعر هو ذلك الشعور بالغضب من مشاهدة المنكر و الغيرة على حدود الله و إنكار معصية الله تعالى في ملكوته. و قد يكون إحساسا يعصر القلب و يعكر مزاجه أو تعبيرا بالوجه أو حركة تدل على الاستنكار. و هو الخط الفاصل بين المسلم الذي قلبه ما زال حيا  ينبض و يتفاعل و ينكر و بين المسلم الذي إذا رأى منكرا لم يحرك فيه ساكنا و بقي على جموده و برودة دمه.

و بالرغم أن الهم الأساسي للكاتب كان التمعر في حد ذاته، حيث أعطى أعذارا لبعض من لا يقدرون على نصح الٱخرين أو تغييرهم، إلا أنه حث مرارا و تكرارا على محاولة التفاعل مع محيطنا و التحلي بالإيجابية و روح التغيير و الشعور بالانتماء للدين. كما حذر أن يصبح الصلاح في مجتمعنا هو الانزواء في ركن ضيق لعبادة الله دونما اهتمام بالٱخرين و مخالطتهم و الصبر عليهم. فليس المتدين من يحس بالراحة و الدعة و الهدوء، و إنما المتدين هو من يعاني في سبيل إعلاء راية دينه و يتألم لرؤية الفساد و يحاول تغييره فيفشل فيعيد الكرة لأن هذه هي رسالته في الحياة و لأن الدنيا دار شقاء و تعب و الراحة الأبدية في الجنة التي لا ندخلها إلا إذا أحسنا عملا.

و أنا في هذا كله أتفق مع الكاتب كل الاتفاق، و لكني أعتقد أن بعض الأفكار في الكتاب تحتاج إلى توضيح و مناقشة حتى لا تفهم بشكل خاطئ فتستغل في غير محلها.

أولا
التمعر كما أسلفنا الذكر هو ذلك الشعور بالغضب عند رؤية المنكر، و لكن هل يكون هذا الغضب دائما في الله تعالى و مخلصا له أم أننا قد نشرك به أحدا دون أن نشعر؟ 
و لنضرب مثلا أبا متدينا من كبار المنظرين في التربية و الأخلاق و المستنكرين لما يفعله أبناء الآخرين من أخطاء و معاصي، و لنفرض أنه ابتلي بابن عاص بعيد عن الله، ماذا سيكون شعوره في هذا الموقف؟ هل سيحاول تغيير ابنه حبا فيه و رغبة في هدايته و الأهم من ذلك ابتغاء مرضاة الله؟ أم أن هدفه سيكون حفظ ماء وجهه أمام الناس و تفادي الإحراج أمامهم و عدم الظهور بمنظر الضعيف أو المربي الفاشل ؟
فالنية كما نعلم أبلغ من العمل، و عند محاولتنا مساعدة الٱخرين يجب أن نحذر من مداخل الشيطان و أن نجدد نيتنا حتى تكون خالصة لله تعالى وحده.

ثانيا
يقول الكاتب:
إذا تركزت دوافعك على شخص واحد، تكاد غيرتك عليه أن تقتلك أنت قبل أن تقتله هو، و أنت تراه غافلا منهمكا في المعاصي بعيدا عن الله و عن طريقه..
إذا حدث هذا لك، فتمسك به أيضا، فقلما يحدث ذلك.
و إذا حدث لك ذلك، فاعلم أنه سبحانه و تعالى قد اختارك أنت ذاتك لتنقذ شخصا ما من النار..
و هذه في نظري كلمات تحتاج لأن نقف عندها، خاصة و أن الكاتب أعادها في كتابه مرارا و لكن بصيغ مختلفة. و الخوف هنا أن يظن البعض أن كل من يقوم بمعصية فإن مصيره النار، لأنه ببساطة يعمل عمل أهل النار، أو أن نظن أننا نحن الهداة الذين سيخرجون الناس من جهنم ليدخلوهم إلى الجنة. منذ متى كنا متصرفين في مصائر الناس؟ و من أعطانا الحق حتى نقول عن هذا من أهل النار أو ذاك من أهل الجنة؟ ألم تدخل مومس الجنة لأنها سقت كلبا عطشا؟ ألم يخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم عن ذلك المجاهد الذي لم يصبر على ألم الطعنات فقتل نفسه في حين اعتبره الجميع شهيدا في سبيل الله؟ من نحن حتى نقرر ما سيكون عليه أي شخص؟ 
نحن هنا لمساعدة الناس لا للحكم عليهم و علينا الحذر كل الحذر من الكبر الذي أخرج إبليس من رحمة الله. أما الجزاء و العقاب فهو بيد الله تعالى الذي يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و هو العليم بذات الصدور.

ثالثا
قد يعتقد البعض أن الغاية قد تبرر الوسيلة، و قد يندفع فيحاول هداية شخص ما بكل الطرق لأنه خائف على مصيره، و هذا يحدث غالبا عندما نحاول مساعدة شخص قريب منا، فنفقد توازننا و نلغي روح المنطق و نخرس صوت العقل و نجعل مشاعرنا تتحكم فينا، بل و نتمنى لو أن عندنا جهاز تحكم نضغط فيه على زر ليتغير ذلك الشخص و يهتدي.
و إننا ننسى بذلك أو نتناسى أن مشوار الهداية قد يكون صعبا محفوفا بالمكاره و أنه علينا أن نتحلى بالصبر و المثابرة و نحافظ على تركيزنا و نستعمل الوسائل المناسبة حتى لا يكون تأثيرنا على ذلك الشخص عكسيا و لكي ننجح في مساعدته.

و مثلنا الأعلى في ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم الذي ناداه ملك الجبال و اقترح عليه أن يطبق على الكافرين الأخشبين و لكن الرسول صلوات الله عليه رفض عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله. فدعونا نتعلم من رسولنا الكريم الصبر على الناس و الحلم و التحلي بالأمل و حسن الظن بالله القادر على كل شيء.

رابعا
تلك النظرة على وجهك أذهلتني، لقد صار الأمر حقيقيا إذن. ليست مجرد صلاة. لقد بان ذلك على وجهك. إنها الهداية إذن..
و أذهلني ذلك. لقد كنت طرفا في ذلك، لقد استعملني الله عندما أراد أن يهديك..
العالم غير عالم يا صديق. الناس غير الناس. و الهواء غير الهواء.
أقول لك، و أقسم بالله أنه قد حدث فعلا : لقد خشيت على نفسي..
و لا أدري كيف أكملت طريقي إلى المسجد. لم أكن أمشي، كنت أطير.
لم أكن أتنفس، كنت ألهث من النشوة.
لقد امتلكت هذا العالم، امتلكته.
بل أكثر.

قرأت في الكتاب هذه الأسطر، فانتابني الخوف لوهلة، و تساءلت : لماذا قد يفرح الإنسان لهدايته شخصا ٱخر؟ فوجدت حالات عدة. 
أولها أن يفرح لأن الله استخدمه لمساعدة ذلك الشخص، و لكن أليس هذا الاستخدام تكليفا لا تشريفا؟ ألا يجب علينا بالأحرى أن نقلق و أن نخاف أن لا نقوم بواجبنا على أكمل وجه؟ و هل يمكن أن نتأكد من أننا نحن السبب المباشر لهداية ذلك الشخص؟ أليس من الممكن أن يكون هناك ظروف أخرى أعانته على التوبة، كأنه قام بعمل صالح جعل الله ينعم عليه بالهداية؟
و السبب الثاني لفرحنا قد يكون اعتقادنا أننا قمنا بعمل صالح نستحق عليه الأجر و الثواب، و هنا أيضا يجب أن نتساءل: هل كان عملنا حقا كاملا متقنا خالصا لوجه الله تعالى لا تشوبه شائبة؟ ألا يمكن أن نكون قد أخطأنا في وسط الطريق؟ بالطبع يجب أن نحسن الظن بالله، و لكن دعونا نتأمل هذا الحديث الذي رواه الترمذي :
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ": قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ".

و لننظر إلا الفاروق رضي الله عنه الذي كان يخاف النفاق على نفسه، ويسأل حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : هل عدني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فيقول لا. 
بعد هذا كله، أليس علينا أن نوجل و نخاف بدل أن نفرح؟

ربما يعتقد البعض أني أبالغ، و لكني لم أطلب منكم عدم الشعور بالفرح، إني أطلب أن نصحح نيتنا حتى في الفرح، قد نفرح لأن ذلك الشخص قد اهتدى بغض النظر عمن قام بهدايته، قد نفرح لأن الناس يتوجهون إلى الله تعالى، قد نفرح لأن الفساد قد قل و الهداية انتشرت، و لكن لا نفرح لأننا نحس أننا أصحاب فضل في ذلك، فنعجب بأنفسنا و نعتبر أنفسنا هداة، بل يجب أن نتواضع لله، و نفرح فرحا متزنا يدفعنا للمضي قدما للقيام بأعمال أخرى.

ٱمال
 

Tuesday, November 13, 2012

المرأة الجديدة ـ تحليل

كثيرون هم من تحدثوا عن قاسم أمين و درسوا نظرياته عن المرأة و كتبوا في هذا من الكتب الكثير، فهذا مناصر له و مدافع عن أفكاره و ذاك معارض له بل و متهمه بالنفاق و الكفر. في خضم هذا التضارب في المواقف، وجدت نفسي ضائعة غير قادرة على الحكم على هذا الشخص، فهل صحيح أنه أنصف المرأة و حررها من ظلم الرجل و عبء التقاليد و الأعراف المجحفة، أم أن الحرية التي نادى بها لم تزد المرأة إلا ظلما و شقاء؟ 

حتى أتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة، قررت أن أسمع من الكاتب نفسه و أعمل عقلي فيما قال حتى يكون حكمي عليه محايدا و منصفا. و قد قرأت له في البداية كتاب "المرأة الجديدة"، فلم تتضح لي الرؤية لأنه كان يتطرق إلى أمور شرحها في كتب أخرى قبله، و لذلك قرأت كتاب "تحرير المرأة "الذي أثار ضجة كبيرة بعد نشره سنة 1989، حيث اعتبرت الأغلبية ما ينادي به الكاتب دخيلا على المجتمع المصري و باعثا للفتنة.

دعوني أبدأ أولا بتحليل لكتاب "المرأة الجديدة"، و في المرة القادمة سأتطرق إلى كتاب "تحرير المرأة"، ثم بعد ذلك، سأقدم استنتاجات و ملاحظات عامة حول الكتابين.


الأفكار الأساسية
ينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء رئيسية و هي:
  1. المرأة في حكم التاريخ
  2. حرية المرأة 
  3. الواجب على المرأة لنفسها 
  4. الواجب على المرأة لعائلتها 
  5. التربية والحجاب

1. المرأة في حكم التاريخ
  • أعطى الإسلام للمرأة حقوقا أكثر من الغرب، و لكن الفهم الخاطئ للدين هو المشكلة.
  • اختلال نظام العائلة و توالي الحكومات الاستبدادية هو السبب في تقهقر وضعية المرأة في المجتمعات المتخلفة.
  • أمريكا و أوروبا عرفوا المعنى الحقيقي للإنسان، لذلك منحوا المرأة حريتها و حقوقها خاصة الحقوق السياسية و اعتبروها مساوية للرجل.

2. حرية المرأة
  • غاية التمدن أن ينال الفرد أقصى ما يمكن من الاستقلال والحرية في فكره و إرادته و عمله، و لكن مع عدم تجاوز حدود الشرائع و المحافظة على الٱداب.
  • تخلف بلاد المسلمين أدى بشكل مباشر إلى ظلم المكون الأضعف في المجتمع و هو المرأة، و ذلك باعتبارها أقل مكانة من الرجل و سجنها في البيت، و تزويجها بالقسر، و منعها من العلم، و قتل مواهبها...
  • بقاء الحجاب (بشكله المتعارف عليه في الفترة التي عاشها الكاتب) و تحجب النساء في البيوت و عدم اختلاطهم بالرجال مرتبط بكبرياء الرجل و استعباده للمرأة.
  • مجموع الملكات و القوى التي يتمتع بها الرجل و المرأة متساوية و الاختلافات العقلية و الجسمية و النفسية راجعة بينهما إما لاختلاف الوظائف أو لعوامل تاريخية.
  • المرأة مساوية للرجل ليس في العقوبات و الحدود فقط بل في الحقوق أيضا.
  • خوف الرجل من أن خروج المرأة من البيت سيؤدي إلى الفتنة و ضياع عفتها ليس سببا كافيا للحجر عليها و سلبها حريتها.
  • حبس المرأة في البيت و التضييق عليها و الفراغ الذي تعيش فيه من شأنه أن يؤدي إلى فتور العقل و الجسم وإلى عدم ضبط النفس و الأعصاب و بالتالي إلى تركيزها على الشهوات و استسلامها لها.
  • ضرورة إبطال الحجاب لأنه يعيق المرأة عن طلب العلم و تطويرها لمهاراتها العقلية و كسب معاشها.

3. الواجب على المرأة لنفسها
  • أعمال الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
    1. الأعمال التي يحفظ المرء بها حياته. 
    2. الأعمال التي تفيد عائلته. 
    3. الأعمال التي تفيد الوجود الاجتماعي.
يعتبر الكاتب أن التربية التي تشمل هذه الأنواع الثلاثة على الترتيب لازمة للرجال والنساء على حد سواء.
  • عدم مطالبة الكاتب بعمل المرأة العربية بالدرجة الأولى لأنها غير مستعدة حاليا، و لكنه يدعو إلى التربية التي تنمي شخصيتها و تعينها في تدبير عائلتها و في إتقان مهمتها الرئيسية ألا و هي تربية الأبناء.
  • على مر التاريخ، و في مواقف كثيرة، يتحين الرجل الفرصة لسلب المرأة حقوقها ( الطلاق، الإرث..)
  • وضعية المرأة تغيرت عبر التاريخ:

  • عدد كبير من المصريات ليس لهن عائل، فهن إما مطلقات أو أرامل أو غير متزوجات، و عدد ٱخر لهن عائل و لكن دخلهم لا يكفي ضروراتهن و ضرورات أولادهن أو أقاربهن من القواعد والعاجزين عن الكسب، فالحل إذن أن تعمل المرأة في هذه الظروف.
  • إجماع معظم الفقهاء على إمكانية عمل المرأة في الحالات الخاصة و الضرورات و عدم جوازه في الحالات العادية، إلا أن الكاتب يرى أن كل امرأة معرضة للحوادث الغير متوقعة، و يجب إعدادها لمواجهتها بالتعليم و التربية، و إلا اضطرت إلى مزاولة أعمال بسيطة لا تدر ما يكفي من المال و ربما تقلل من كرامتها.
  • يرى الكاتب أن الأعمال التي تناسب المرأة هي صناعة تربية الأطفال و تعليمهم أو صناعة الطب لأنها تحتاج إلى الملكات التي تميز المرأة خاصة الصبر و الرحمة و الاعتناء بالٱخرين، و يضيف التجارة أيضا لأنها لا تحتاج إلى مجهود عضلي كبير.

4. الواجب على المرأة لعائلتها
  • الغاية من إبعاد المرأة عن العالم الخارجي هي عدم إهمالها لواجباتها تجاه زوجها و أبنائها، و لكن هذا أثر سلبا على معاملتها لهذا الزوج و على تربية الأبناء كما يجب.
  • جهل الأمهات في مجتمعنا كيفية تربية الأبناء:
    1. الجهل بالصحة و التغذية و الوقاية و العلاج و التربية النفسية. 
    2. الغضب السريع و الضرب لأتفه الأسباب.
    3. عدم الوفاء بالوعود...
  • الأم هي العنصر الأهم في عملية التربية، لذلك يجب تعليمها و تحضيرها لهذه المهمة على أكمل وجه.
  • على عكس ما يدعي البعض، فإنه على مر التاريخ، اشتهرت نساء عدة بالعلم و المعرفة و الأعمال العظيمة.
  •  نجاح الرجال في أحيان كثيرة يكون بفضل امرأة ( زوجة أو أم أو أخت أو ابنة) تساعدهم بمالها أو أفكارها أو اهتمامها...
  •  أسباب ضعف أي أمة هي الإقليم و الدين و العائلة. السببان الأولان لا ينطبقان على مصر في نظر الكاتب، لأنها شهدت حضارات كثيرة و عرفت عصورا من التقدم و الازدهار، و لأنها تدين بدين الإسلام الذي يخاطب العقل و يحث على السعي و العمل.
=> فالسبب إذن هي العائلة التي يتعلم منها الطفل مباشرة و يتكون فيها جسما و عقلا. فإذا كانت المدرسة غير كافية لأنها موجهة إلى تربية العقل فقط، فإن العائلة تهتم بالتربية الروحية التي تؤثر على طبع الإنسان و أفكاره و سلوكه حينما يكبر.
  •  التشدد في حجاب المرأة لم يظهر إلا بعد تقهقر الدول الإسلامية.

5. التربية والحجاب
  • تربية المرأة يجب أن تكون كتربية الرجل، و يقصد الكاتب هنا :
  •  في نظر الكاتب، الحجاب يعيق المرأة عن متابعة تعليمها و اكتشاف العالم الخارجي و خوض التجارب الجديدة التي تبني شخصيتها.
  • الحضارة الإسلامية نشأت على أساسين : الدين و العلم، و لكن سلطة الفقهاء جعلتهم يفرضون رقابة على العلم و ينمنعونه من التطور كما وضعوا حدا للاجتهاد في الدين.
  •  صحيح أن الحضارة الإسلامية كانت مزدهرة في شتى العلوم، و لكن يجب أن نعترف أن الغرب حاليا متقدم علينا في العلوم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، لذا علينا أن لا نبقى مقتصرين على تاريخنا فقط، بل علينا التعلم منهم و اعتماد نظرياتهم.
  • استشهاد الكاتب بمراجع غربية في ما يتعلق بحقوق المرأة راجع إلى أنه لم يجد في التراث الإسلامي ما يتطرق لهذا الموضوع.
  • ادعاء الدول الإسلامية أنها أحسن من الغرب في الٱداب و الأخلاق هي مجرد وسيلة لتغطية نقصنا في العلوم و الصنائع.
  • تربية الغرب جعلتهم يتميزون بعقل علمي ناقد و يطلبون الحق، أما تربيتنا فجعلتنا نرفض النقاش و نتشبت بأراءنا و نظن أنها الحق نفسه.
  • تقدم الغربيين في العلوم ساعد كل المساعدة على ترقيتهم في الأدب، و تأخر المعارف عندنا كان سببا في انحطاط أدبنا.
  • انقسام الأوروبيين إلى ثلاث فئات:

ما أتفق فيه مع الكاتب

أولا:
لا يوجد دين منح حقوقا للمرأة كما فعل الإسلام، فهو جعلها مساوية للرجل في الواجبات و الحقوق مع بعض الاختلافات التي تأخذ بعين الاعتبار تباين وظائفهما و طبيعتهما. و قد وصى الإسلام بالمرأة خيرا سواء كانت أما أو زوجة أو بنتا أو أختا، و حثها على طلب العلم كما حث الرجل. و قد كانت المرأة في عصور الإسلام المتقدمة عالمة و طبيبة و حتى محاربة، و لكن التدهور الذي عرفته الحضارة الإسلامية أثر سلبا على وضعية المرأة في المجتمع، فحد من دورها و جعلها أقل مرتبة من الرجل.

ثانيا:
من المبادئ الأولى التي دافع عنها الإسلام هي حق كل إنسان في التمتع بحريته و اتخاذ قراراته و لكن دون تخطي الحدود الشرعية، لذا فمن حق كل امرأة أن تقرر ما تريده في حياتها و ليس على أحد إجبارها على فعل ما لا تريد.

ثالثا:
يقول الكاتب :
"العمل يدعو إلى العمل، والراحة تدعو إلى الراحة"

أؤيد الكاتب في هذا القول، فالبعض يعتقد أن المرأة إذا خرجت للعمل أو الدراسة ستهمل بيتها و واجباتها، و لكنني أرى العكس تماما، ففي معظم الأحيان تجد النساء العاملات يقمن بنشاطات كثيرة داخل و خارج البيت، في حين تجد نساء لا يعملن و بدل استغلال أوقات فراغهن في ما هو مفيد كالقراءة أو تعلم حرفة أو حفظ القرٱن مثلا فإنهن يقتصرن على مشاهدة التلفاز و القيام بالأعمال الروتينية و لا يحاولن تطوير شخصيتهن بأي شكل كان. فالمرأة المثابرة كالنبتة الطيبة أينما زرعتها تثمر، فحتى لو كانت عاملة فإنها تعطي أهمية لكل جانب من حياتها و لا تغفل عن واجباتها لأنها مسؤولة بطبيعتها، أما المرأة الخاملة فحتى لو لم تكن تعمل، فإنها تجد الأعذار حتى لا تقوم بأبسط الواجبات.

رابعا:
لماذا يصر البعض على أن عمل المرأة سيؤثر سلبا على عائلتها و أولادها؟ ماذا عن النساء الغير متزوجات و المطلقات و الأرامل و اللاتي ليس لهن أولاد و اللاتي ينتمين إلى عائلة فقيرة؟ ماذا يفترض بهن أن يفعلن؟ أليس من الأفضل لهن العمل حتى يشغلن وقتهن بعمل مفيد و يحصلن مدخولا ماديا يعينهن و عائلتهن و المجتمع بأكمله؟ إن المرأة مورد بشري مهم يمكن الاستفادة منه لتطوير المجتمع، و لكن ذلك لن يتأتى لنا إلا إذا تعهدناها بالتربية و التعليم و قمنا ببناء شخصيتها على أسس و مبادئ سليمة.

ما أختلف فيه مع الكاتب

أولا:
يكرر الكاتب مرارا أن الغرب بفضل تقدمه في العلوم، عرف المعنى الحقيقي للإنسان،  فماذا عن العنصرية التي كان يعاني منها السود في أمريكا مثلا؟ و ماذا عن الظلم الذي تتعرض له الأقليات العرقية و الإثنية في البلاد الأوروبية؟ و دعونا لا نذهب بعيدا، ففي الفترة التي عاشها الكاتب، كانت الدول المتقدمة تقدم على استعمار الدول الفقيرة و تستغل خيراتها و تستعبد شعوبها بل و تسلبهم حريتهم التي ينادي بها الكاتب؟ فأين هذا الاحترام للإنسان؟
ثانيا:
يقول الكاتب :
 "لقد وصل الغربيون إلى درجة رفيعة من التربية، واشتغل كثير ممن كملت فيهم تلك التربية بالبحث عن أحوال الشرقيين والمسلمين، وكتبوا في عادتهم ولغتهم وآثارهم ودينهم، وألفوا فيها كتبا نفيسة أودعوها آراءهم من نتائج بحثهم. وامتدحوا ما رأوه مستحقا للمدح، وقدحوا في ما رأوه محلا للقدح، غير ناظرين في ذلك إلا إلى تقرير الحق وإعلان الحقيقة، صادفوا الصواب أم أخطئوه."
يفترض الكاتب أن تقدم الغرب في العلوم جعلهم لا يبحثون إلا عن الحق، و هذا ليس صحيحا، فحاليا نرى أن الغرب يشجعون كل ما يهاجم الإسلام و يهاجمون كل من يمس مقدساتهم أو معتقداتهم، و هم ينددون بالظلم إذا كان الظالم من معارضيهم و يعينونه عليه إذا كان من أتباعهم و مؤيديهم. و لا أرى في هذا أي تقرير للحق أو إعلان للحقيقة، إنما هي  سياسة الكيل بمكيالين، يعاملون بعضهم باحترام و تقدير و يحتقرون كل من سولت نفسه مخالفتهم أو تهديد مصالحهم.

ثالثا:
يدافع الكاتب عن الغرب بشكل مستميت، فهو منبهر بالتقدم الذي أحرزوه في شتى العلوم، و لكن الكاتب نسي أن العلم لا يساوي شيئا إذا لم يكن المقصود به وجه الله. أما إذا كان الغاية منه مادية كامتلاك سلطة أو مال أو شهرة فهو ليس العلم الذي ننشده. صحيح أن الاختراعات و الاكتشافات الغربية قدمت الكثير للبشرية و لكنها أيضا أضرت بها كثيرا، فأسلحة الدمار الشامل مثلا لم تتسبب إلا في المزيد من الحروب و الظلم و البؤس في هذا العالم.

رابعا:
يقول الكاتب :
"فوجود الفساد في الغرب إنما هو لاحق طبيعيي من لواحق الحرية الشخصية ونتيجة من نتائجها في الطور الأدبي الحالي الذي توجد فيه تلك البلاد الآن".

فإذا كانت الحرية كما يراها الغرب قد تؤدي إلى الفساد و الانحلال، فلماذا يجب علينا نسخ تجربتهم عن المرأة و المجتمع لمجرد أنهم متقدمون في مجالات أخرى؟ ألا يجدر بنا البحث عما هو مناسب لثقافتنا و ظروفنا؟

ٱمال

(Photo credit : kalimat.org)


Sunday, November 11, 2012

المرأة الجديدة/تحرير المرأة ـ الكاتب

قاسم محمد أمين قاض و كاتب و أديب مصري وأحد مؤسسي الحركة الوطنية في مصر و جامعة القاهرة كما يعد رائد حركة تحرير المرأة.

مولده ونشأته

ولد في بلدة طرّة بمصر في 1 ديسمبر 1863م من أب تركي وأم مصرية من صعيد مصر .أبوه محمد بك بن أمين ابن أمير كردي أخذ رهينة للآستانة وشغل مناصب حكومية في الإمبراطورية العثمانية في مناطق ولاية العراق في مدينة السليمانية، ثم جاء لمصر في عهد الخديوي إسماعيل .انتقل قاسم مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية الأرستقراطي .

دراسته

  • تلقى قاسم أمين تعليمه الابتدائي في مدرسة طارق بن زياد التي كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية.
  • حصل على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة و منها حصل على الليسانس عام 1881 وكان أول متخرج.
  • سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربع سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1885م .وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس.
مناصبه
  • عمل بعد تخرجه من مدرسة الحقوق والإدارة بفترة قصيرة بالمحاماة.
  • عمل وكيلا للنائب العمومي في محكمة مصر المختلطة.
  • تدرج في مناصب القضاء حتى صار مستشارا في محكمة الاستئناف.
اهتماماته
  • اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة وإنشائه الجامعة المصرية وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية.
  • اعتبر أحد رجال الإصلاح المنتمين لمدرسة الإمام محمد عبده الذين يؤمنون بالإصلاح التربوي التدريجي الذي من شأنه أن يكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغيير والتحول بعد أن يتمرس تدريجيا ويجد في نفسه القدرة على ذلك.
  • اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر حيث كان يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال.

معارضوه

  • زعيم الحزب الوطني مصطفى كامل الذي كان يهاجمه و يربط دعوته لتحرير المرأة بالاستعمار الإنجليزي.
  • الاقتصادي المصري طلعت حرب الذي رد على كتاب "تحرير المرأة" بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" ومما قاله : "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا".
  • محمد فريد وجدي، صاحب كتاب "المرأة المسلمة".

وفاته

فارق الحياة في 23 أبريل عام 1908م وهو في الخامسة والأربعين عاما ورثاه عدد من الشعراء مثل حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول.

كتبه

  • المصريون 1894 -
  • أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ - 1898 
  • تحرير المرأة - 1899
  • المرأة الجديدة - 1901

المصدر :
wikipédia