Friday, December 28, 2012

تحرير المرأة ـ تحليل

كما وعدت سابقا، إليكم تحليل كتاب "تحرير المرأة" للكاتب قاسم أمين .


الأفكار الرئيسية
يتكون الكتاب من 5 فصول:
  1. تمهيد 
  2. تربيَّة المرأة 
  3. حجاب النساء 
  4. المرأة والأمَّة 
  5. العائلة
معظم الأفكار التي يتطرق لها الكاتب في الفصل الأول و الثاني و الرابع موجودة في كتاب "المرأة الجديدة"، لذا فلا داعي لإعادتها هنا. سأقتصر إذن على أفكار الفصلين الثالث و الخامس.

الفصل الثالث : حجاب النساء
1. استشهد الكاتب بأدلة من الكتاب و السنة و ٱراء السلف ليثبت أن :
  • حجاب المرأة المتفق عليه من جمهور العلماء يستثني الوجه و الكفين. 
  • النظر إلى وجه المرأة جائز عند المعاملة و الشهادة و الخطبة. 
  • على مَنْ يخاف الفتنة من الرجال أن يغضَّ بصره، و على مَنْ تخافها من النساء أن تغضَّ بصرها. 
  • الحجاب بمعنى قصر المرأة في بيتها خاص بنساء النبي، ففي الٱية :
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
و من هنا، فالأمر بالمكوث في البيت خاص بنساء النبي، و ليس هنا مجال للتحدث عن اتخاذهن قدوة في ذلك، لأن الله أقر أنهن لسن كأحد من المسلمات.

2. استنادا على هذه الأدلة، طالب الكاتب بمجموعة من الإصلاحات في المجتمع:
  • تخفيف الحجاب، وردَّه إلى أحكام الشريعة الإسلاميَّة، لأن الحجاب المتعارف عليه في زمن الكاتب يحول في نظره بين المرأة وارتقائها. 
  • عدم قصر الفتيات في البيوت و إعطاؤهن الحرية في مخالطة الناس و اختبارهم و التعرف على المحيط الذي يعشن فيه. 
  • لمعالجة الأضرار الناجمة عن تخفيف الحجاب، ليس الحل هو منع هذا التخفيف و إنما التركيز على التربيِّة التي هي الحجاب المنيع والحصن الحصين بين المرأة وبين كل فساد. 
  • لا يجب رفع الحجاب مرة واحدة، بل يجب أولا إعداد نفوس البنات في زمن الصبا إلى هذا التغيير.

الفصل الخامس : العائلة
الزواج
  • إهمال العلماء للهدف الأساسي من الزواج و هو المودة و الرحمة بين الزوجين، و اعتباره آلة استمتاع في يدِّ الرجل. 
  • اتفاق جمهور العلماء على أن نظر المرأة المخطوبة مباح لخاطبها، و هو عكس ما كان متعارفا عليه في زمن الكاتب. 
  • إعطاء الدين للمرأة الحق في انتخاب زوجها كما أعطى للرجل الحق في انتخاب زوجته. 
  • حتى يكون الزواج مبنيا على أساس متين، يجب أن يكون هناك توافق بين نفوس الزوجين و تكافؤ اجتماعي و ثقافي و أخلاقي.
 تعدُّد الزوجات
  • جميع الآيات التي تحل تعدد الزوجات تحتوي على إباحة و حظر في ٱن واحد، لذلك خلص الكاتب إلى أن هذا الحلال هو كسائر أنواع الحلال تعتريه الأحكام الشرعية الأخرى من المنع والكراهة وغيرهما بحسب ما يترتَّب عليه من المفاسد والمصالح.
  • معارضة الكاتب لتعدد الزوجات إلا للضرورة القصوى كالمرض المزمن أو العقم، بالرغم أنه يرى أن "المروءة تقضي أن يتحمَّل الرجل ما تُصَابُ به امرأته من العلل، كما يرى من الواجب أن تتحمَّل هي ما عساه كان يُصَابُ به".
  • من خلال التجارب التي شاهدها الكاتب بصفته قاضيا، فإن مضار تعدد الزوجات أكثر من منافعها، لأنه يؤدي إلى الشقاق بين الزوجات و بين الأولاد من أب واحد، و هذا ينافي ما يدعونا إليه الإسلام.
الطلاق
1. ناقش الكاتب ثلاث مسائل متعلقة بالطلاق:

المسألة الأولى : مسألة وقوع الطلاق الصريح بدون اشتراط النيَّة
اعتبر الكاتب أن بعض الفقهاء - خصوصًا من المذهب الحنفي -خالفوا في هذه المسألة الأصول العامَّة التي بُنِي عليها معظم أحكام الشريعة و قضوا بوقوع الطلاق على المُكرَه والمخطئ والهازل والسكران مع تعريفهم السكران بأنه هو الذي لا يميِّز السماء من الأرض.
اختلف الكاتب مع هؤلاء الفقهاء لأنهم في نظره لم يعوِّلوا على النيَّة التي هي أساس الدين الإسلامي كما يستفاد من حديث "إنما الأعمال بالنيَّات"، كما أنهم لم يلتفتوا إلى قصد الشارع في أن الطلاق محظور في الأصل، وأنه أبغض الحلال عند الله.

المسألة الثانية : تقسيم الطلاق إلى صريح و بالكناية
قال الفقهاء أنه بالطلاق الصريح تقع واحدة رجعية ولو نوى أكثر من واحدة أو نوى واحدة بائنة، أمَّا بالكناية فيكون الطلاق بائنًا لا تصحُّ بعده الرجعة ولا تحلُّ الزوجة إلاَّ بعقد جديد إلاَّ في بعض ألفاظ استثنوها، ويقع بها الطلاق ثلاثًا إن نوى الثلاث.
في نظر الكاتب الطلاق الذي نصَّ عليه القرآن هو واحد رجعي دائمًا. فإنما الطلاق طلاق على كل حال، وهو فصل عصمة المرأة من الرجل، فاختلاف الألفاظ بالنسبة إلى هذا المعنى إنما هو اختلاف عبارة لا يصحُّ أن يتعلَّق به اختلاف حكم.

المسألة الثالثة : الطلاق الثلاث
اتَّفق أغلب المذاهب على أن الطلاق ثلاثًا متفرقة في حيض واحد أو في مرَّة واحدة وبلفظ واحد يقع ثلاثًا.
استشهد الكاتب بأدلة من السنة و السلف ليثبت أن الطلاق الثلاث في مرة واحدة لا يقع إلا مرة واحدة.

خلاصة
لا يجب الالتفات إلى اللفظ  في الأعمال الشرعية إلاَّ من جهة كونه دليلاً على النيَّة؛ فالطلاق إنما هو عمل يُقصَدُ به رفع قيد الزواج، وهذا يفرض حتمًا وجود نية حقيقية وإرادة واضحة عند الزوج  في الانفصال من زوجته. و لذلك اقترح الكاتب أن يكون وجود الشهود وقت الطلاق ركنا بدونه لا يكون الطلاق صحيحًا.

2. يرى الكاتب أنه يجب إعطاء المرأة الحق في الطلاق، و هذا يكون بإحدى طريقتين:

الطريقة الأولى
أن يجري العمل بمذهب غير مذهب الحنفية وقد وفىَّ مذهب الإمام مالك للمرأة بحقِّها في ذلك، وقرَّر أن لها أن ترفع أمرها إلى القاضي في كل حالة يصل لها من الرجل ضرر.
الطريقة الثانية
أن يستمرَّ العمل على مذهب أبي حنيفة، ولكن تشترط كل امرأة تتزوَّج أن يكون لها الحق في أن تطلِّق نفسها متى شاءت أو تحت شرط من الشروط؛ وهو شرط مقبول في جميع المذاهب.

يفضل الكاتب الطريقة الأولى لأن وضع الطلاق تحت سلطة القاضي أدعى إلى تضييق دائرته، وأدنى إلى المحافظة على نظام الزواج.

مناقشة
أولا
على أن البرقع والنقاب مما يزيد في خوف الفتنة ،ولو أن المرأة كانت مكشوفة الوجه لكان في مجموع خلقها ما يردُّ في الغالب البصر عنها لأنهما يخفيان شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد فيقول فلانة أو بنت فلان أو زوجة فلان كانت تفعل كذا؛ فهي تأتي كلَّ ما تشتهيه من ذلك تحت حماية ذاك البرقع وهذا النقاب.
لا أتفق مع الكاتب في هذا الرأي، فالمشكلة ليست في النقاب في حد ذاته و إنما في نية المرأة من لباسه، فإذا كان هدف المرأة التستر أكثر و زيادة الفضل فلها أجر ذلك، أما إن كان هدفها الإغراء أو إخفاء شخصيتها لفعل ما تشاء فهذا أمر ٱخر.

ثانيا
فمن المُشَاهَد الذي لا جدال فيه أن نساء أمريكا هنَّ أكثر نساء الأرض تمتُّعًا بالحرية، وهنَّ أكثرهنَّ اختلاطًا بالرجال حتى أن البنات في صباهنَّ يتعلَّمن مع الصبيان في مدرسة واحدة؛ فتقعد البنت بجانب الصبي لتلقِّي العلوم، ومع هذا يقول المطَّلعون على أحوال أمريكا إن نساءها أحفظ للأعراض، وأقوم أخلاقًا من غيرهنَّ، وينسبون صلاحهنَّ إلى شدَّة الاختلاط بين الصنفين من الرجال والنساء في جميع أدوار الحياة.
لا أدري عن أي أمريكا يتحدث الكاتب، صحيح أنه يقال أن الأمريكيين أكثر محافظة من الأوروبيين، إلا أننا نرى اليوم أنه في أمريكا أصبحت العلاقات خارج نطاق الزواج علاقات مشروعة و مقبولة، كما و انتشرت نسبة الأمهات العازبات، فأين حفظ الأعراض الذي يتحدث عنه الكاتب؟

ثالثا
هل يظنُّ المصريون أن رجال أوروبا مع أنهم بلغوا من كمال العقل والشعور مبلغًا مكَّنهم من اكتشاف قوَّة البخار والكهرباء واستخدامها على ما نشاهده بأعيننا، وأن تلك النفوس التي تخاطر في كل يوم بحياتها في طلب العلم والمعالي وتفضِّل الشرف على لذَّة الحياة، هل يظنون أن تلك العقول وتلك النفوس التي نعجب بآثارها يمكن أن يغيب عنها معرفة الوسائل لصيانة المرأة وحفظ عفَّتها؟ هل يظنون أن أولئك القوم يتركون الحجاب بعد تمكُّنه عندهم لو رأوا خيرًا فيه؟ كلا.
لو كنت مكان الكاتب، لأجبت بنعم أو على الأقل بلا أدري، فالتقدم في الصناعة و التكنولوجيا و العلوم لا يرافقه بالضرورة الارتقاء في الأخلاق. فقد تكون الغاية من التقدم ماديا محضا، كتحصيل سلطة أو مال أو قوة، و هذا قد يضعف سلطة الدين و الأخلاق و يؤدي إلى انحلال المجتمع، و أعتقد أن هذا ما حدث للمجتمع الغربي منذ الثورة الصناعية.

رابعا
وإنما كانوا يفتحون البلاد؛ دفاعًا عن الحوز، وتوسيعًا لنطاق الملك والسلطة والانتفاع بالصناعة والتجارة؛ وهو المقصد الذي يعمل له الأوروباويون في بلاد الشرق الآن.
لا مجال للمقارنة بين الفتوحات الإسلامية و بين ما قام به الأوروبيون من استعمار للبلدان الفقيرة، فالأولى كان الغاية منها نشر الدين الإسلامي و تمت بطرق سلمية و باحترام لأصحاب البلد المفتوح، على الأقل في المراحل الأولى للدولة الإسلامية، أما الثانية فكان الهدف منها استغلال ثروات الشعوب و استعبادهم؛ و قد استعملت الدول المستعمرة في ذلك أبشع الوسائل و أحطها.

خامسا
فإن الرجل يحتقر المرأة الجاهلة ولكنه يشعر رغمًا عن إرادته باحترام المرأة إذا وجد منها عقلاً ومعرفة وعلوًا في الأخلاق؛ فيعفُّ لسانه عن ذكر ما لا يليق بها، ويؤدِّي لها حقوقها.
لا أعتقد أن هذا ينطبق على كل الأزواج، فالكاتب هنا يتحدث عن نوع محدد من الرجال المثقفين و المتخلقين الذين يبحثون عن زوجة تكافؤهم في ثقافتهم و فكرهم، و لكنه أغفل فئة كثيرة من الرجال الذين و بالرغم من تعلمهم و تقلدهم المناصب، يفضلون أن يكون لهم سلطة على المرأة و يا حبذا لو كانت أقل ذكاء و علما منهم، حتى يشعروا دائما أنهم الأفضل.

استنتاجات و خواطر
أولا
فأول عمل يعد خطوة في سبيل حرية المرأة، هو تمزيق الحجاب ومحو آثاره.
ماذا قد يكون رد فعلنا إذا قرأنا مثل هذا التصريح في مكان ما؟ أعتقد أن الكثير من الناس لن يحاولوا البحث عن مصدره، و سيعتبرون قائله خارجا عن الدين و وجب محاربته. مع أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

هذا القول موجود فعلا في كتاب قاسم أمين، و لكنه لا يعني بتاتا ما يوحي به الأمر، فالكاتب هنا يتحدث عن التحجب في البيوت و منع النساء من الخروج إلى المجتمع، أما الحجاب الشرعي الذي يجب أن ترتديه المرأة، فهو يقول فيه:
لو أن في الشريعة الإسلاميَّة نصوصًا تقضي بالحجاب على ما هو معروف الآن عند بعض المسلمين لوجب عليَّ اجتناب البحث فيه، ولَمَا كتبت حرفًا يخالف تلك النصوص مهما كانت مضرِّة في ظاهر الأمر؛ لأن الأوامر الإلهيَّة يجب الإذعان لها بدون بحث ولا مناقشة، لكننا لا نجد نصًا في الشريعة يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة.
كما يقول:
لا ريب أن ما ذكرنا من مضار التحجُّب يندرج في حكمة إباحة الشرع الإسلامي لكشف المرأة وجهها وكفيها — ونحن لا نريد أكثر من ذلك.
فدعونا لا نحكم على الناس مما قد نسمع عنهم، بل يجب علينا التحقق بأنفسنا من صدق ما يصل إلى أسماعنا.


ثانيا
كان فكر الكاتب في زمنه فكرا جديدا و متمردا على المجتمع و عاداته و تقاليده، و هذا ما جعل البعض يعارضه و يشكك في نواياه بل و يعتبره عميلا للاستعمار، و هذا يحدث في زماننا أيضا و في كل زمان، فكل فكر جديد يتعرض للهجوم و الانتقاد. فالواجب علينا كمتعلمين أن لا نخاف التعرف على الأفكار الجديدة، بل يجب علينا دراسة سلبياتها و إيجابياتها حتى يكون حكمنا عليها منصفا و موضوعيا.

ثالثا
كانت وضعية المرأة في زمن الكاتب قد وصلت إلى الانحطاط، و هذا ما جعل الكاتب يثور على هذه الوضعية و يحاول إصلاحها، و في نظري لو لم يكن الكاتب قد قام هو بذلك لكان غيره قد فعل، فالضغط يولد الانفجار، و المرأة عاجلا أم آجلا كانت ستثور على وضعيتها و تطالب بحقوقها، و لكن للأسف الصمت الذي اعتمده الفقهاء و علماء الدين ٱنذاك جعل مفكرين ٱخرين، ليسوا على نفس الدرجة من العلم، و منبهرين بالتجربة الغربية، يقومون بالمهمة بدل عنهم، فاعتبرهم الناس طوق نجاة و التفوا حولهم و ٱزروا أفكارهم دون التحقق من نجاعتها و إمكانية تطبيقها.

رابعا
صحيح أنني أتفق مع الكاتب في الكثير من الأفكار التي جاء بها، إلا أنني أظن أن المجتمع ٱنذاك لم يكن مستعدا لتلقيها و تطبيقها بالشكل الصحيح. و صحيح أنه في كتابه ركز على تقديم التربية على تغيير عادات المجتمع، حيث قال :
أرى من الواجب عليَّ أن أنبِّه القارئ إلى أني لا أقصد رفع الحجاب الآن دفعة واحدة والنساء على ما هنَّ عليه اليوم؛ فإن هذا الانقلاب ربما ينشأ عنه مفاسد جمَّة لا يتأمَّل معها الوصول إلى الغرض المطلوب كما هو الشأن في كل انقلاب فجائي، وإنما الذي أميل إليه هو إعداد نفوس البنات في زمن الصبا إلى هذا التغيير.
فيُعوَّدن بالتدريج على الاستقلال ويُودَع فيهنَّ الاعتقاد بأن العفة ملكة في  النفس لا ثوب يختفي دونه الجسم، ثمَّ يُعوَّدن على معاملة الرجال من أقارب وأجانب مع المحافظة على الحدود الشرعية وأصول الأدب تحت ملاحظة أوليائهنَّ؛ عند ذلك يسهل عليهن الاستمرار في معاملة الرجال بدون أدنى خطر يترتَّب على ذلك اللهم إلاَّ في أحوال مستثناة لا تخلو منها محجَّبة ولا بادية.
إلا أنه لم يعط لهذا الشرط حيزا كبيرا في كتبه، و لم يفصل المنهج الذي يجب اتباعه حتى نقوم بهذه العملية بالتدريج، و لذلك  نجد أن الكاتب كتب في جريدة "الظاهر" سنة 1906:
لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب ، وإلى اشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم .. ولكنى أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس .. فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والاسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن ، وماذا يكون شأنهم معهن اذا خرجن حاسرات ، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتى واستنفر الناس إلى معارضتى .. رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا اليها بألسنة البذاء ، ثم ما وجدت زحاما في طريق فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدى والألسن جميعا .. إننى أرى أن الوقت ليس مناسباً للدعوة إلى تحرير المرأة بالمعنى الذى قصدته من قبل.

خاتمة
في الختام، أود أن أوضح أن الأفكار التي خلصت إليها، إنما فهمتها من قراءتي لكتابين فقط لقاسم أمين، على أن هذا الأخير قد كتب مقالات عدة في جرائد كثيرة لم أطلع عليها، و لذلك لا أقول أني أحطت بالموضوع من كل جوانبه، و إنما كان مجرد بحث بسيط اضطرني إليه ما سمعته عن هذه الشخصية. و على من يريد التعمق أكثر، قراءة الكتب و المقالات الأخرى التي كتبها الكاتب و كذا الكتب التي تعرضت لأفكار الكاتب بالنقد و التحليل.

ٱمال

Friday, December 21, 2012

The power of habit - Review



Number of pages, Edition: 371, RANDOM HOUSE.

Author : Charles Duhigg 

Review 
When you woke up this morning, what did you do first? Did you hop in the shower, check your email, or grab a doughnut from the kitchen counter? Did you brush your teeth before or after you toweled off? Tie the left or right shoe first? What did you say to your kids on your way out the door? Which route did you drive to work? When you got to your desk, did you deal with email, chat with a colleague, or jump into writing a memo? ...”

In his book “The Power of Habit”, Charles Duhigg proves that habits have an important role to play in our personal lives, in businesses and organizations. They are also at the heart of social movements and societies: “life is a mass of habits”. According to him, most people don’t live the way they want but the way they are used to. However, he insists that “they aren’t destiny; habits can be changed, if we understand how they work”. 

Through the three parts of the book, Charles Duhigg doesn’t give us a magic pill to build good habits or to change the bad ones but he shares with us some fascinating stories and researches to help us understanding how habits function and how they influence our personal, professional and social lives.

The first part of the book focuses on the role that habits play in our personal lives. The second part of the book concentrates on how habits help shape businesses and organizations. The third and final part of the book shows the importance of habits in social movements.

In the following paragraphs, I will share with you some interesting ideas in the book. 

I. The Habit Loop: how habits function? 
1. To demonstrate that “Humans are creatures of habits”, Charles Duhigg tells the story of Eugene Pauly. 
An old man who was suffering from viral encephalitis, a disease caused by a relatively harmless virus that produces cold sores, fever blisters, and mild infections on the skin. He could remember most of the events in his life that had occurred prior to about 1960. But he can’t remember about later decades. He also can find the bathroom without hesitation despite he can’t draw a map for his house. 
Eugene's life lost its continuity with the past. He experienced only life's present, moment by moment. Not remembering that he already ate his morning meal, Eugene would eat multiple breakfasts. When asked to draw a map of his own home, he could not remember its layout. However, he remembered how to prepare his breakfast and how to navigate through the rooms of his house with ease.

Several studies had shown that even someone, who can’t remember his own age or almost anything else - like Eugene Pauly -, can develop some individual habits. Somehow, we are all like Eugene. Every day, we do many things unconsciously.
One paper published by a Duke University researcher in 2006 found that more than 40 percent of the actions people performed each day weren’t actual decisions, but habits.
2. Charles Duhigg tells us that humans rely on similar neurological processes every day.  This process can be presented as follows:

 
“First, there is a cue, a trigger that tells your brain to go into automatic mode and which habit to use. Then there is the routine, which can be physical or mental or emotional. Finally, there is a reward, which helps your brain figure out if this particular loop is worth remembering for the future”
3. However, the habits loop: cue, routine and reward, isn’t enough for a new habit to last. There is another important element that strengthens the loop: the craving brain. This is when the brain starts expecting the reward that the loop becomes automatic. 
“If you want to start a running each morning, it’s essential that you choose a simple cue (like always lacing up your sneakers before breakfast or leaving your running clothes next to your bed) and a clear reward (such a midday treat, a sense of accomplishment from recording your miles, or the endorphin rush you get from a jog). But countless studies have shown that a cue and a reward, on their own, aren’t enough for a new habit to last. Only when your brain starts expecting the reward -craving the endorphins or sense of accomplishment- will it become automatic to lace up your jogging shoes each morning”

II. How to create a new habit and how to change an old one? 

As an example of habit’s change, Charles Duhigg tells us the story of Lisa Allen: 
“Lisa Allen, according to her file, was thirty-four years old, had started smoking and drinking when she was sixteen, and had struggled with obesity for most of her life. At one point, in her mid-twenties, collection agencies were hounding her to recover $10,000 in debts. An old resume listed her longest job as lasting less than a year”
Within five years, Lisa had transformed herself into a person that bore almost no resemblance to herself. 
“The woman in front of researchers today… was lean and vibrant, with the toned legs of a runner. She looked a decade younger than the photos in her chart and like she could out-exercise anyone in the room. According to the most recent report in her file, Lisa had no outstanding debts, didn’t drink, and was in her thirty-ninth month at a graphic design firm”
So, how did Lisa change her life? 

That's simple: Lisa changed her old bad habit.

1. Scientists discover that habits are stored on basal ganglia, an oval of cells in the center of the skull.

Toward the center of the skull is a golf ball sized lump of tissue that is similar to what you might find inside the head of a fish, reptile, or mammal. This is the basal ganglia, an oval of cells that, for years, scientists didn’t understand very well, except for suspicions that, it played a role in diseases such as Parkinson’s. Basal ganglia, in other words, stored habits even while the rest of the brain went to sleep.

So, once habits are stored in our brain, we can’t eradicate them from there. Even thus, we can create new habits that come to override the old ones.
Habits -even once they are rooted in our minds- aren’t destiny. We can choose our habits, once we know how. And once you know a habit exits, you have the responsibility to change it.
2. According to Duhigg, the most effective way to modify your habits is to attack the habit loop directly, and to replace an old routine that is associated with a particular cue and reward, with a new routine. This is known as the golden rule of habit change:
“To change an old habit, we must address an old craving. You have to keep the same cues and reward as before, and feed the craving by inserting a new routine”

As we can see, in the first scenario, the person gets distressed over something (the cue), he takes a few drinks or gets drunk (the routine) and then he momentarily feels calm and relieved (the reward). In the second scenario, the routine is changed. The person gets distressed (the cue), he calls his sponsor and talks things through (the new routine), and he feels calm and relieved (the reward).

3. Furthermore, Charles Duhigg insists on the power of a key element to keep a permanent behavior:  Belief.
Belief was the ingredient that made a reworked habit loop into a permanent behavior.
He adds that Belief is much stronger and durable when it is shared within a community. 
"We know that a habit cannot be eradicated, it must, instead, be replaced. And we know that habits are most malleable when the Golden Rule of habit change is applied: If we keep the same cue and the same reward, a new routine can be inserted. But that’s not enough. For a habit to stay changed, people must believe change is possible. And most often, that belief only emerges with the help of a group”


III. The keystone Habits and small wins
"Some habits, in other words, matter more than others in remaking businesses and lives. They are keystone habits, and they can influence how people work, eat, play, live, spend, and communicate. Keystone habits start a process that, over time, transforms everything."
1. The author gives as example Paul O’Neil the CEO of Alcoa (American Aluminum Company) between 1987 and 2000. Before O’Neill arrives, every Alcoa plant had at least one accident per week and he failed to expand into new product lines while competitors stole customers and profits away. In order to save the company from this critical situation, O’Neill targeted workplace safety as a keystone habit. 

So, what happened after his decision? 
“O’Neill’s plan for getting to zero injuries entailed the most radical realignment in Alcoa’s history. The key to protecting Alcoa employees, O’Neill believed, was understanding why injuries happened in the first place. And to understand why injuries happened, you had to study how the manufacturing process was going wrong. To understand how things were going wrong, you had to bring in people to educate workers about quality control and the most efficient work processes, so that it would be easier to do everything right, since correct work is also safer work. In other words, to protect workers, Alcoa needed to become the best, most streamlined aluminum company on earth” 
As we have just read, when O’Neil focused on the safety of employees, it has triggered a series of actions that have helped the company to solve other problems related directly or indirectly to this habit. 

And, what was the result?
“Alcoa’s profits would hit a record high. By the time O’Neill retired in 2000, the company’s annual net income was five times larger than before he arrived, and its market capitalization had risen by $27 billion”

2. Another success story involving businesses and keystone habits concerns the Starbucks Company. Duhigg explains that Starbucks teaches to their employees skills that schools, families, and communities failed to provide. He focuses on an important habit: Willpower.
Dozens of studies show that willpower is the single most important keystone habit for individual success. Students who exerted high levels of willpower were more likely to earn higher grades in their classes and gain admission into more selective schools.

Starbucks taught their employees how to handle moments of adversity by giving them willpower habit loops. In an effort to harness the incredible potential of willpower, the company Starbucks created a new training program for its frontline workers that would transform them into models of self-discipline.
“In order to make this goal a reality, Starbucks spent millions of dollars to come up with a curriculum that would train employees in self-discipline. The end result was a set of workbooks that, in effect, serve as guides to how to make willpower a habit in workers lives”.

Specifically, Starbucks employees are trained in how to respond to particular cues, “such as a screaming customer or a long line at a cash register”. With preset routines that are designed to minimize conflict and stress, and maximize customer satisfaction. The rewards for behaving in these preset ways at the appropriate times are also specified. So, for instance, “the company specified rewards—a grateful customer, praise from a manager—that employees could look to as evidence of a job well done”. 

What was the result of this policy?
“Starbucks has grown from a sleepy Seattle company into a behemoth with more than seventeen thousand stores and revenues of more than $10 billion a year”

3. However, identifying keystone habits is not always easy, but there are tricks for it. Some researchers have shown that keystone habits seem to operate on the principle ofsmall wins’.
“Small wins which are just what they sound like: tiny victories that give you an indication that you are progressing and that you can in fact succeed.”
When a person has a lot of habits to change, the way to do it seems to be so long. Fortunately, he can concentrate on a keystone at one time, which helps him achieve small wins. This provides him an important sense of accomplishments and a belief that change is possible. Small wins trigger a chain reaction that extends to all aspects of a person’s life. 
“Small wins fuel transformative changes by leveraging tiny advantages into patterns that convince people that bigger achievements are within reach”

Evaluation 

The main topic of the book which is the importance of habits in our lives is well known by all of us. There is nothing new. However, I think the author has innovated on his way to prove it. Charles Duhigg has masterfully combined serious psychological and neurological studies and experiments, and captivating stories about personal changes and social movements in order to reveal how habits shape our lives and how we can shape our habits. 

Actually, I found it difficult to summarize this book because of the huge information it contains: 
  • Personal experiences of ordinary and famous people.
  • Scientific experiments.
  • Marketing information.
  • Social phenomenon and movements.
  • ... 
In the review, I tried to share with you only some ideas that I jugged the most interesting. But, there is other important information in the book:
  • Experiments that analyze addiction. 
  • Advertising and how it influences the collective habits.
  • How companies increase profit by analyzing consumer habits.
  • The role of habits on social movements.
  • ... 
In some parts, I was bored because some stories were too long. The author begins a story then moves to another and then to another and then returns back to the first story to finish it. It’s true that this method added some suspense to the book but it wasn’t a success all the time. 

Finally, I think that the book is very interesting, well-worked and worth reading. So I rate it 5/5.

Rachida KHTIRA

Software engineer at the Moroccan Ministry of Finance.
Interests: Reading, travel and social activities.