Monday, January 26, 2015

اكتشاف الذات ـ الجزء الثاني


دار النشر : الإسلام اليوم
عدد الصفحات 193 : صفحة

بعدما تطرقنا في الجزء الأول من الملخص إلى سبعة محاور لاكتشاف الذات، سنخصص الجزء الثاني للمحاور الثمانية المتبقية.


8. التغيير و الإصلاح
لا تقتصر مهمة المسلم في هذه الحياة على إصلاح أحواله، و إنما تمتد إلى تغيير أحوال أمته، و إصلاح أحوال مجتمعه.

في هذه الفقرة، يتطرق الكاتب إلى موضوع التغيير من زاويتين، أولا تغيير الذات وثانيا إصلاح أحوال الآخرين. و يؤكد الكاتب أن الإسلام يحض على حد سواء على تغيير أحوال الذات عبر المجاهدة و العمل، كما يحث على السعي إلى إصلاح الآخرين عبر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. 

و في هذا المضمار يوضح الكاتب على أن التغيير موضوع شاق على النفس و على الآخرين، لأن الإنسان بصفة عامة يخاف من التغيير، ولا يقوم به إلا إذا شعر بحاجة ماسة تدفعه لذلك. 

و يلخص الكاتب الأسباب التي تجعل الناس يخافون من التغيير في ما يلي:

  • الشعور بالعجز أمام التغير المستمر في المحيط 
  • التقدم في السن، و الضعف، والتعب و الإعياء، و الخوف من حجم المجهود الذي يتطلبه التغيير 
  • الغموض الذي يحيط بما سيجلبه التغيير من نتائج
  • الخوف من المجتمع إذا كان في التغيير خروج عن العادات
  • الرفض للامتثال لأوامر الآخرين إذا كان التغيير يأتي من الآخر و ليس ذاتيا
  • الرفض لمجرد الرفض

كما يعطي بعض النصائح من أجل تغيير الذات:

  • الإيمان بأن التغيير ممكن. و الأمر واضح لأن الإسلام يحث المسلم على مجاهدة طباعه، و شهواته، و الصبر على المشاق من أجل ترويض النفس.
  • حشد كل القوة و الطاقة عند القيام بالخطوة الأولى لأنها مهمة جدا و تشكل مرساة إيجابية لكل التجارب التي تليه.
  • التركيز على النتائج الإيجابية للتغيير الدنيوية و الأخروية
  • التوقف عن العادات السيئة التي تضيع الوقت و الجهد و الدين 
  • مقابل كل عادة سيئة اكتساب عادة أو عادات جيدة

9. التعامل مع المشكلات
ليست المشكلات عبارة عن أزمات و ضائقات تعكر مزاج الواحد منا فحسب، إنما جلها يتأتى من مساحة الفجوة بين واقعنا و بين الوضعية التي نطمح إليها.

يوضح الكاتب أن المشاكل هي ابتلاءات، و حسب الرؤية الإسلامية المسلم لا يحاسب على النتائج التي يحصل عليها عند مواجهة التحديات، و لكن يحاسب على المواقف التي اتخذها من أجل مواجهتها، فإن صبر على البلاء أجير و إن جحد النعمة عوقب. 

و يحث الكاتب على وجوب السعي إلى إيجاد الحلول عند مواجهة مشكلة ما، و أوصى باللجوء إلى المختصين الذين من شأنهم المساعدة، كما أعطى بعض الخطوات التي يجب اتباعها عند مواجهة مشكلة ما:

  • الهدوء
  • تجزئة المشكلة، و عدم خلط المشكلات بعضها ببعض
  • عدم إهمال المشاكل الصغيرة كي لا تصبح مشاكل كبيرة
  • الدعاء و التضرع إلى الله عز وجل
  • البحث في أسباب المشكلة بجدية
  • البحث عن منهج للعلاج
  • الإيمان بأن لكل مشكلة حل، و أن الحل ليس بالضرورة مرضيا تماما

10. الإنتاجية و الجودة
كثير من الناس يسوغ سوء نتائجه بصعوبة ظروفه و قلة موارده، و كثير من الأشخاص سجلوا أرقاما قياسية في الجودة و النجاح مع أن ظروفهم بالغة القسوة.

الحياة فرصة ذهبية لا تتكرر بالنسبة للمسلم، لذا يحث الكاتب على ضرورة استغلالها على أفضل وجه من أجل الرفع من إنتاجيته و جودة أعماله، و يقترح المؤلف بعض الإجراءات التي من شأنها المساعدة على تحقيق ذلك، وهي كالتالي:

  • رسم أهداف محددة، و تحديد الوقت المطلوب، و الموارد المطلوبة
  • التركيز على دائرة التأثير الشخصي
  • تعلم إدارة الوقت
  • تحديد الأولويات
  • التركيز على النتائج و ليس الوسائل
  • تكوين العلاقات التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا
  • التركيز على الجودة و ليس الكمية
  • الاهتمام بالتحسينات الصغيرة المتراكمة لأن لها نتائج عظيمة في الأمد الطويل


11. التفوق و النجاح
إذا أردت أن تصبح واحدا من اللامعين فهدا متاح لك بإذن الله، لكن عليك أن تصبر، و تدخل إلى عالم الناجحين، لتتعلم منهم ما يؤهلك للنجاح

يعتقد الكاتب أن أي شخص يمكنه أن يحقق النجاح و التفوق إذا توفر فيه شرطان و هما الوعي الذاتي و الإرادة الصلبة لتجسيد رؤاه في سلوكه. 

و يعطي الكاتب بعض الصفات المشتركة بين الناجحين و هي: 

  • يؤمنون بأن كل نتيجة تحصل لأسباب معينة، فلا مجال للأمنيات أو التواكل
  • يؤمنون بعدم وجود مستحيل، و إنما صعوبات يمكن تجاوزها على المدى البعيد
  • يثقون بأنهم سينجحون لا محالة لأن تقديرهم الذاتي كبير
  • الناجحون يركزون جهودهم على ما يحسنون صنعه و لا يشتتون الجهود
  • يتحلون بالإصرار و بذل الجهد اللازم
  • يملكون الطموحات الكبيرة

و يضيف الكاتب أن للنجاح الحقيقي و ليس المزيف علامات يمكن من خلالها القول بأنه نجاح حقيقي و هي:

  • الشعور بالسكينة و راحة البال
  • امتلاك قوة نفسية كبيرة و القدرة على بذل الجهد الضروري
  • تحقيق علاقات طيبة مع الناس و القدرة على التعامل معهم
  • وجود أهداف سامية في الحياة
  • الاستقلال المالي

12. الإبداع
الإبداع يعني أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة، و يعني إيجاد شيء أصيل لا يتوقعه الناس، و يرونه بعيدا عن الحلول و الصيغ و الطرق المتبعة.

زود الله عز وجل البشر بطاقات هائلة قادرة على الإبداع، غير أنه للأسف يتم إحباط هذه الطاقات من خلال التربية و مناهج التعليم و المجتمع. 

و يعرف الكاتب الإبداع كما يلي:  

  • الإبداع يعني أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة، و يعني إيجاد شيء أصيل لا يتوقعه الناس، و يرونه بعيدا عن الحلول و الصيغ و الطرق المتبعة. 

و يشير المؤلف إلى خطأين يتم الوقوع فيهما عند تناول موضوع الإبداع و هما:

  • تصور أن المبدع يبدع في كل شيء، لأن هذا لا يعقل، فالشيء الطبيعي أن يبدع الشخص في مجال معين. و حسب الكاتب بينت الدراسات أن لكل شخص جانب من جوانب الإبداع و دورنا هو اكتشافه و تطويره.
  • اعتبار أن الإبداع مسألة موهبة فقط لا دخل لجهد البشر فيه، بل يرى أن الإبداع هو مجرد قابلية يمكن بالعمل و الجهد بلورتها لإنجاز أشياء عظيمة كما يمكن أن تموت بالإهمال.

و يعطي المؤلف بعض سمات المبدعين و هي بإيجاز:

  • القدرة على إنتاج أفكار كثيرة و تصفيتها و غربلتها
  • القدرة على التحليل و الاستدلال، خيال واسع و أفق رحب،  قدرة على إدماج القديم في الجديد، و التوفيق بين ما يبدو متنافرا
  • قوة التفكير و النظر
  • حب التغيير و التجديد و التجريب
  • كثير من أفكاره يعدها الناس مستحيلة و غير معقولة
  • المثابرة و الدأب، و لا يعرف الطرق المسدودة
  • الإيجابية و المرح و التفاؤل، شجاع و حازم و مناصر لما يعتقده حقا
  • المرونة الذهنية

13. تدبير الشأن الخاص
إن أبرز سمة من سمات نظرة الإسلام للإنسان هو التوازن و الاعتدال

في هذه الفقرة يتناول الكاتب تدبير الشأن الخاص من خلال نقطتين: الحفاظ على الجسم لأنه راحلة الإنسان في هذه الحياة، ثم الوضع المعيشي و المالي. 

فبالنسبة للجسم، أعطى الكاتب النصائح التالية للحفاظ على صحة الجسم:

  • أكل الطيبات بدون إسراف و لا تبذير
  • الامتناع عن المحرمات
  • الغذاء المتوازن
  • التخلص من البدانة
  • ممارسة الرياضة

أما بالنسبة للوضع المعيشي و المالي، فإنه يؤكد على أن المال أصبح له قيمة استثنائية في الحياة، و أشار إلى بعض الملاحظات في هذا الموضوع وهي باختصار:

  • الحكمة الربانية اقتضت التفاوت في الأرزاق ليتحقق التكامل و تنويعا للابتلاء
  • كل عمل توفرت فيه الشروط التي تجعل منه عملا شريفا فهو عبادة
  • الإسلام يحث على بذل الجهد و الكد في العمل 
على المسلم أن يسعى لتحسين دخله عبر و سائل يقترحها الكاتب:
  • تعلم مهارات جديدة
  • التوفير
  • الاستثمار
  • التخفيض من الاستهلاك

14. العلاقات الاجتماعية
الجانب الاجتماعي هو أهم جانب في شخصية الواحد منا،  فمن المجتمع و نواته نتعلم في البداية كل شيء

يؤكد الكاتب على أهمية الجانب الاجتماعي للمسلم، فمنه يستمد أفكاره و فيه ينشط. و هو يستطيع أن يساعده على النجاح كما يمكن أن يؤثر سلبا على حياته. وحسب النظرة الإسلامية، فالمسلم يكسب الأجر و الثواب من خلال العلاقات الجيدة كبر الوالدين و صلة الرحم، كما يمكن أن يكسب السيئات من العلاقات السيئة كالعقوق و النميمة و الخيانة، ونظرا لهذه الأهمية، كان من الحكمة أن يتعلم المسلم  كيفية التعامل و التواصل مع الناس على اختلاف أنواعهم، و اكتساب القدرة على العمل معهم، و تجنب الخلافات و الصدامات. 

و يحث المؤلف على ضرورة تكوين علاقات اجتماعية جيدة من أجل تحقيق النجاح في الحياة، كما يوصي بمجموعة من الخصال عند التعامل مع الآخرين كالصبر، و الحلم، و التهذيب، واللطف، و التسامح مع الآخرين. 

كما يرى الكاتب أن نهوض المجتمعات رهين بالأشخاص الذين يهتمون بالشأن العام، و أن الحياة لا تستقيم إلا بأولئك الذين يضحون بشيء من المصالح الخاصة من أجل المصالح العامة.

15. المستقبل
المسلم بحاجة إلى أن يمتلك الحس المستقبلي عن طريق تخطيط نشاطه و أعماله و علاقاته المختلفة

لكل مسلم هدف سامي يلاحقه منذ سن البلوغ إلى ساعة وفاته، وهو رضوان الله تعالى، فالمفروض أن هذا الهدف يضبط كل تحركاته و أعماله و حوله تتمحور حياته، و بناء عليه يصف المؤلف المسلم بكونه إنسانا مستقبليا من الطراز الأول. غير أن الجهل و الأمية و البيئة الخاملة جعلت المسلم اليوم يعيش في حدود يومه و لا يمد بصره لأبعد من ذلك. 

وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب على أهمية التخطيط في حياة المسلم لما له من مزايا عدة، فهو يساعده على التطور و النمو و مواجهة المشاكل، و لأنه من دون تخطيط تضيع الجهود و تنخفض الإنتاجية، و يسيطر الكسل على حياة الإنسان. 

و في مجال التخطيط يوصي الكاتب بالإجراءات التالية:

  • أن يكون الهدف يحقق مرضاة الله
  • أن يكون الهدف واضحا وممكنا
  • أن يتم وضع خطة تبين الموارد و الوسائل لتنفيذه
  • الإيمان بالهدف و التركيز عليه



Rachida KHTIRA

Software engineer at the Moroccan Ministry of Finance.
Interests: Reading, travel and social activities.