Tuesday, February 14, 2012

شكر خاص


 

ربما تأخرت قليلا في كتابة هذا المقال، و لكن لم يكن من الممكن أن أمر على هذا الحدث مرور الكرام.
عندما سمعت نبأ وفاته يوم الجمعة لا أدري ما الذي تملكني، لن أقول أني تفاجأت، ربما لأني أعي أني كلما عشت أكثر كلما يجب أن أتوقع فقداني للناس الذين أحبهم و يحبونني، فما هذه الحياة إلا محطة قصيرة جدا بالنسبة لعمر الإنسان الحقيقي يعمل فيها ليحدد مصيره في دار الخلود. و ربما لأني اعتبرت أنه لم يمت، ليس اعتراضا على قضاء الله بل لأن عمر الإنسان يقاس بإنجازاته و ما تركه بعد وفاته، و أزعم أنه ترك إرثا كبيرا يستفيد منه الناس و يجعله خالدا في قلوبهم. و لكنني أحسست أن حيزا من هذا العالم أصبح فارغا، أحسست أني فقدت شخصا قريبا جدا على قلبي، و اكتشفت أن له مكانة خاصة عندي.

كانت كتبه أول ما قرأت في التنمية البشرية، في وقت كنت فيه أحوج إلى الانطلاق، إلى الإنتاج، إلى النجاح، طالما نورت لي كلماته طريقا كان يبدو مظلما لأول وهلة، جعلتني أكثر حماسا و إيجابية و أعطتني القدرة على مواجهة العوائق و الرغبة في تحقيق أهداف لم أكن أتوقعها.
و طالما ألهمتني قصة حياته و تجربته، جعلتني أؤمن بأن كل ما يبدو مستحيلا يمكن تحقيقه بالإرادة و العلم و الانضباط و تقدير الذات و الشجاعة.
لن أنسى أبدا وجهه البشوش و روحه المرحة و الشرارة التي تنطلق من عينيه، بحيث يستحيل لمن يشاهده أن يبقى ساكنا خاملا عابسا، فهو يدب فيك النشاط رغما عنك و يجعلك تبتسم رغما عنك.
لن أنسى الكلمات التي كان ينهي بها كتبه و محاضراته، "عش بالكفاح، عش بالحب، عش بالأمل و قدر قيمة الحياة"، سيظل صداها يرن في أذني و في أعماقي ما حييت.

لم أجد بدا إذن من كتابة هذا المقال حتى أعبر له عن امتناني و حتى أقول له شكرا، شكرا على كل فكرة أثرى بها عقلي، شكرا على كل تغيير في سلوكي و تفكيري، شكرا على كل ما قدمه لهذه الأمة. شكرا.

و أسأل الله العظيم أن يرحمه و من مات معه، و أن يجزيه عني خير الجزاء و أن يرفعه بكل حرف علمني إياه درجة في الجنة. آمين يا رب العالمين .

آمال

2 comments:

  1. Amine.
    Moi aussi je ne peux qu'être reconnaissante à cette personne que je n'ai jamais rencontré mais qui a une place précieuse dans mon coeur. Le premier livre que j'ai lu de cet homme est "Les dix clés de la réussite" en arabe et j'étais très émue et impressionée par ces idées et ces conseils. Après j'ai vu ses programmes tv et là j'étais très influencée par son état d'esprit et son état d'âme toujours actif toujours heureux et contagieux :)
    que dieu le bénisse! amine.

    ReplyDelete
    Replies
    1. شموع تحترق لتنور دربنا

      إنا عليك لمحزونون يا إبراهيم (إبراهيم الفقي) ولا نقول إلا ما يرضي الرب، رحمة الله عليك وأخلد ذكرك في الأولين والآخرين وفي الملإ الأعلى.
      تأملت في حياة إبراهيم وعطائه وحيويته وانطلاقه فدار بخلدي للحظة أنه ما يزال في أوج عطائه وما يزال في جعبته الكثير ليقدمه لهذه البشرية، ثم تداركت نفسي وتذكرت جملة قيمة مرت بمسمعي تحمل ما تحمل من العبر : لن يموت أحد منا من الفقر أو القهر أو المرض وإنما يموت حين يأذن الله بانتهاء مهمته في هذه الدنيا، الله أذن بنهاية أجل إبراهيم ومهمته في هذه الدنيا واختاره لجواره وجوار نبيه صلى الله عليه وسلم إن شاء الله.
      وكذا شأن البوعزيزي خلق ومات عندما أدى مهمته وكان الشعلة التي أيقظت الشعوب من سباتها.
      تحية لك أيتها الشمعة المضيئة وجزاك الله عن البشرية خير الجزاء وتحية لكل الشموع المضيئة التي تحترق لتنير للناس طريقهم طلبا لوجه الله، تحترق يوما بعد يوم رجاء في خلاص الناس دنيا وآخرة، مافتئت تذكر الناس بالله وبمصيرهم الأخروي وتحيي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتسير على قدمه، تنبذ الظلم وتنبذ العنف، لا تخاف في الله لومة لائم لعلها توقظ الهمم وتربي الذمم وتشحذ العزائم من أجل غد أفضل بإذن الله.

      Delete