Tuesday, June 26, 2012

حتى الملائكة تسأل - مقتطفات


القرٱن : جواب لكل سؤال
"...إني جاعل في الأرض خليفة..." ...
فالمشهد هنا في الجنة: حيث يخاطب الله ملائكته أنه يريد أن يستخلف الإنسان في الأرض...
وأما جواب الملائكة فهو رائع و مقلق في الوقت نفسه. و السؤال في جوهره يقول: " لماذا يا رب تخلق و تجعل على الأرض من في طبعه الإفساد و ارتكاب الجرائم المروعة؟...
لم نكد ننهي جملة واحدة من القران حول قصة الإنسان إلا و قد واجهنا شكوانا الرئيسية نحن الملحدين و هذه الشكوى قد تم التعبير عنها بلسان الملائكة ...!

********************

فالقرٱن يروي الأحداث بطريقة يتم التركيز فيها على المغزى في حين تحذف التفاصيل التي تربط هذه الأحداث. على هذا فالقارئ الغربي الذي لا يعرف شيئا عن قبيلتي عاد و ثمود العربيتين سرعان ما يفهم المغزى الأخلاقي من وراء ذكر حكاياتهما. إن هذا الحذف للتفصيل التاريخي يضيف إلى قوة السرد في تحريك المشاعر ليجعلها عالمية و تتجاوز كل الحدود ...

********************

وليس مدهشا أن نرى القرٱن يدعم نظرية القاعدة الذهبية فكثير من يشعر انه من الأفضل أن تعطي على أن تتلقى و أن تكون صادقا على أن تكذب و أنت تحب على أن تكره و أن تكون عطوفا على أن تتجاهل آلام الآخرين، ذلك أن خبرات كهذه تعطي الحياة معنى و جمالا...

********************

فالقرٱن يقول : إن حياة الإنسان الدنيا ليست عقوبة إلهية و إنها لم تكن لإرضاء نزوة من نزوات الخالق (سبحانه) بل إنها مرحلة في خطة الله من الخلق.

********************

كي نرقى في الفضيلة فلا بد من ثلاثة أشياء و هي الإرادة الحرة (القدرة على الاختيار) و الفكر ( بحيث يكون المرء قادرا على تقدير نتائج اختياراته) و المعاناة الشديدة.

قوة الشعائر
بعد أول صلاة له يقول: " في تلك اللحظة بالذات مررت بتجربة لم أعهدها من قبل و لا يمكن لي أن أصفها في كلمات...
بدأت بالبكاء و لم أكن أدري لماذا. انهمرت الدموع فوق وجنتي ووجدت نفسي أبكي بلا توقف. و كلما ازداد بكائي  شعرت بقوة هائلة من الرقة و العطف تعانقني...
و قبل نهوضي من جلستي تلك دعوت الله... :
"يا ربي إذا ما جنحت مرة ثانية نحو الكفر بك في حياتي، اللهم أهلكني قبل ذلك و خلصني من هذه الحياة. إنني يا رب أجد الحياة صعبة بنقائصي و عيوبي، و لكنني لا أطيق العيش و لو ليوم واحد وأنا منكر لوجودك"

********************

إن غير المسلم غالبا ما يدهش بروح التفاؤل و الاحتفال التي تسود الشعائر الإسلامية و بخاصة خلال شهر رمضان و الحج، حيث يفترض إنهما مكفران للذنوب الماضية. و أما إدراك المسلمين حيال شعائرهم فهو إيجابي أي أنها تقدمية من الناحية الروحانية و الاجتماعية و هم يفهمونها على أنها كالحياة نفسها تحد و فرصة.


الإسلام و المسلمون
ولم يدم الوقت طويلا حتى أدركت أن المسجد كان منقسما على نفسه بين عدة فصائل يحاول كل منها أن ينافس الٱخر في السيطرة...

********************

و قد أصبحت حريصا أن أحوز على احترام الجالية أكثر من حرصي على علاقتي بالله، و كنت قد آذيت آخرين بصرامتي و تشددي لا لشيء إلا لكي أحظى بمزيد من إعجاب أبناء ديني...

مراجعة النفس
أيقنت أنه يتوجب علي العودة إلى الهدف الأصلي الذي أصبحت مسلما من أجله وأن علي التخلي عن إلقاء الخطب و المحاضرات و أن ألتزم الأدب و الصمت و أن أكون أكثر صدقا مع الآخرين و نفسي و أن أعبر عن القلق إذا ما شعرت به و أن أكف عن دعم الأفكار التي أشك بها ... و الأهم من ذلك يتوجب علي أن أتضرع إلى الله كي يغفر لي خطيئتي و يهديني.

Rachida KHTIRA

Software engineer at the Moroccan Ministry of Finance.
Interests: Reading, travel and social activities.

No comments:

Post a Comment