Sunday, November 30, 2014

مسار الأسرة ـ الملخص

دار النشر : دار السلام
عدد الصفحات : 105 صفحة

الأفكار الأساسية :

في ظل الظروف الاجتماعية و الاقتصادية الصعبة للدول الإسلامية و كذا التمازج الثقافي الذي نعيشه اليوم، فإن الأسر تواجه تحديات كبيرة في إيجاد وجهة لها و في تربية أبنائها على النحو الصحيح. و هذا ما جعل الكاتب ينشر كتابه هذا ليودع فيه بعض القيم و النصائح التي قد تضيء طريقنا و تساعدنا للوصول إلى بر الأمان.
يحتوي الكتاب على أربعة أجزاء كما سنشرح في ما يلي.

رؤيتنا

في هذا الجزء، حاول الكاتب رسم ملامح لصورة الأسرة المسلمة المتميزة، و لذلك اقترح مجموعة من المقومات و المبادئ جمعها في إحدى عشر نقطة.

1. أسرة مرجعيتها الإسلام : فالأسرة المسلمة يجب أن تكون فخورة باتباعها لهذا الدين، فتعمل على تطبيق تعاليمه في الإيمان و القول و العمل.

2. كل المكاسب و الخسائر في هذه الدنيا مؤقتة و محدودة : فالمسلم يعرف أنه في هذه الدنيا عابر سبيل، لذا لا يجب أن يحزن على ما يواجهه من مصاعب و لا يحسد غيره على ما يملكون، و لا يتكبر و يغتر لما أصابه من الخير و النجاح.

3. كل محرم موصول بشكل من أشكال الضرر : فكل ما حرمه لله علينا من ماديات و معنويات حرمه لحكمة منه سبحانه، لذلك يجب أن نبتعد عنه و ننتهي عن القيام به.

4. مصلحة أسرتنا هي عين مصلحة أمتنا : فعلاقة الأسرة بالمجتمع هي علاقة الجزء بالكل، فإذا كانت أسرنا مبنية على أساس متين، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على المجتمع، و العكس صحيح.
 
5. لدى أطفالنا أمور كثيرة لا ينضجها إلا الزمن : وهذا يعني أن الأبناء قد يخطئون عن دون قصد و يجب التسامح معهم و الصبر عليهم.

6. نحسن وعينا بأنفسنا عن طريق المقارنة بنظرائنا : فعلى الأسرة المسلمة أن تكون واعية بأوضاعها و أحوالها، فتقارن نفسها بمثيلاتها و لكن في ما فيه النفع ليدفعها ذلك إلى التنافس، و ليس في الماديات و سفائف الأمور.

7. نعرف أن زماننا صعب و لذلك نعد له أطفالنا على نحو أفضل  :فالأطفال هم أهم استثمار للأسرة المسلمة، لذا يجب تعليمهم روح العمل و المثابرة و الاستقامة و حب العلم.

8. معظم التحديات التي تواجه أسرنا داخلية  :قد تكون بعض المشاكل التي تعاني منها الأسر خارجية، و لكن أغلب المشاكل و أهمها تنبع من الداخل، فعلى الأسر إذن أن تحاول بناء البيت من الداخل إن أرادت مواجهة بقية المصاعب.

9. نؤمن أن المستقبل الجيد لا يولد من واقع رديء  :صحيح أن المستقبل لا يعلمه إلا الله، و لكنه من واجبنا أن نتخذ الأسباب الكفيلة لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، و ذلك بالتخطيط و ترشيد القرارات و العيش وفق مراد الله.

10. نحاول معرفة الفرق بين ما هو كائن و ما ينبغي أن يكون : يجب أن توثق الأسرة العلاقة بين أفرادها و توطد التواصل بينهم، مما يمكنها من النقد البناء لوضعيتها و محاولة تخيل رؤية لما تطمح أن تكون عليه.
 
11. التفسيرات الخاطئة هي أكبر مصادر التضليل : فمعظم المشاكل التي تطرأ في الأسرة هي من جراء التأويل الخاطئ لأفعال و أقوال أفرادها تجاه بعضهم البعض. فمن الواجب على كل منا الاستماع إلى الآخر و تقديم الأعذار له و الاعتذار في حالة الفهم الخاطئ.

قيمنا

حيث أن الأخلاق و القيم هي أساس الأسرة و المجتمع، فإن على كل أسرة تحديد القيم التي تناسبها لتحقيق أهدافها، و بما أن القيم و الأخلاق تختلف من أسرة إلى أخرى و من مجتمع إلى آخر، فإن الأسرة المسلمة يجب أن تستمد منظومة قيمها من الإسلام و تعاليمه. و في هذا الجزء، ركز الكاتب على تسع قيم هي:

1. ننوي الخير، و نحرص على نقاء سرائرنا  :فالمسلم يجب أن ينوي الخير لنفسه و لغيره، و لا يجعل الغاية التي يريد الوصول إليها ذريعة لاتخاذ وسائل غير مشروعة.

2. التطوع هو مصدر رفاهيتنا الروحية  :فكما أننا نشعر بالرفاهية عندما نستمتع بالكماليات المادية كأن نركب سيارة فاخرة أو نلبس ثيابا أنيقة، فإن رفاهيتها الروحية تتجلى في القيام بالكماليات الدينية أي النوافل و المستحبات كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إماطة الأذى عن الطريق...

3. المروءة و سمو الذات  :يذكر الكاتب هنا مظاهر عديدة تدل على المروءة، مثلا: ترك التدخل في أمور الغير، و سعة الصدر، و الابتعاد عن مواقف الريب، و النظافة، و مراعاة الأعراف، و احترام الآخرين و التسامح معهم...

4. نتحرى الصدق في كلامنا  :فالصدق هي من أعظم القيم و هي أساس الثقة بين الناس، لذا على الآباء تعليم الأبناء الصدق منذ نعومة أظفارهم و ذلك باعتماده منهجا للتعامل داخل الأسرة.

5. نحرص على الكسب المشروع  :فالإسلام يحض كثيرا على الكسب الحلال و يعاقب من يخالف هذا الأمر. فمن واجب الأسرة المسلمة أن تحرص على أن يكون ما تجنيه حلال طيب بالرغم من صعوبة الظروف.

6. لا نساوم على مبادئنا و لا على كرامتنا  :ففي ظل العولمة التي نعيشها، يجب على الآباء أن يربوا أبناءهم على التشبت بمبادئهم و التضحية بالمصالح الدنيوية من أجل الجزاء الأخروي.

7. لا نصبر على الظلم  :فداخل الأسرة المسلمة، يجب أن تسود قيم العدل و الإنصاف و الوقوف بجنب المظلوم في وجه الظالم، حتى يتمكن الأبناء من جهل هذا منهج حياة يطبقونه مع باقي أفراد المجتمع.

8. نحترم النظام  :فالفوضى و العشوائية هي من العوامل الأساسية لتخلف البلدان، و النظام سبب رئيسي في تقدمها، و من بين الأمور التي تحتاج إلى تنظيم داخل الأسرة : أوقات الوجبات و أوقات الدراسة و النوم و مشاهدة التلفاز...

9. نرتقي بلغتنا  :و هذا يعني تهذيب أسلوبنا في الكلام و تحري الصدق و تجنب الغيبة و هجر الكلام الفاحش  و البعد عن السب و الشتم...

علاقاتنا

إن علاقة الطفل بأفراد أسرته هي التي تحدد فيما بعد علاقته بأفراد المجتمع، لذا وجب التركيز على مجموعة من النقاط الرئيسية هي:

1. علاقتنا مع من حولنا فرع من علاقتنا بخالقنا  :فالحب في الله هي أساس علاقتنا مع بعضنا و عو المعيار الذي يجب أن نركز عليه عند تعاملنا مع الآخرين.

2. لا نتوقع من بعضنا الكثير  :لا يجب أن يكون هدف الآباء من تربية أبنائهم هو تدليلهم و كسب تعاطفهم و إنما إعدادهم لتحمل المسؤولية و الاعتماد على النفس، مما يجعلهم مستغنين عن الناس، و هي قيمة حثنا عليها الرسول صلى الله عليه و سلم.

3. نعترف بأخطائنا و نعتذر عنها  :فالخطأ وارد بين أفراد الأسرة، و لكن المهم هو الاعتذار عند الخطأ و عدم الإصرار عليه.

4. أساس الأسرة زوجان متحابان  :فإذا كانت العلاقة بين الزوجين مبنية على المحبة و الاحترام المتبادل و التضحية، فإن كل هذه الصفات ستنتقل بصفة غير مباشرة إلى الأبناء.

5. التسامح استدراك على القصور  :فكل واحد منا يمكن أن يخطئ و يحب أن يصفح عنه، فلماذا إذن لا نصفح عن الآخرين و نتسامح معهم؟ و بذلك نكون قد تخلقنا بخلق مهم من أخلاق الإسلام.

6. نتعامل و نتصرف في ظل الاعتقاد بوجود الوفرة و الرخاء  :فعلى الآباء أي يربوا أبناءهم على قيم القناعة و التفاؤل و أن يتحدثوا أمامهم أن الخير وفير.

7. الاحترام المتبادل يولد لدى أطفال الأسرة حساسية إيجابية نحو الناس جميعا  :فعلينا أن نعلم أبناءنا احترام الآخرين مع اختلاف ثقافاتهم و أفكارهم، فالله كرم الإنسان و أسجد له الملائكة و فضل الناس بعضهم على بعض بالتقوى و العلم لا باللون و العرق.

8. الاشتراك في العبادة و التعلم  :فمن واجبنا القضاء على روح الفردية التي سيطرت على أسرنا، و إعادة روح العمل الجماعي و الاتحاد و ذلك بالقيام بأنشطة مشتركة سواء منها الدينية أو الدنيوية.

9. نمارس النقد في إطار المحبة  :فالنقد شيء محمود لو أنه تم في إطار من المحبة و الاحترام و التهذيب، و لذلك يجب أن نعطي لأبنائنا مساحة من الحرية ليعبروا عن آرائهم و لو كانت تخالف آراءنا، و أن نشجعهم على النقد البناء.

مهماتنا

حتى تقوم الأسرة بتحسين أوضاعها، فإن ذلك لن يكون عن طريق الشعارات و الأمنيات، و إنما باتخاذ المبادرات العملية و المشروعات الملموسة. و بعض هذه المهمات التي ذكرها الكاتب هي:

1. تأهيل الأولاد للحياة  :إذا أردنا أن يعيش أبناؤنا حياة سعيدة و ناجحة على المستوى الشخصي و الروحي و العملي فإن علينا أن نشرح لهم طبيعة الظروف التي يعيشونها و الصعوبات التي يمكن أن يواجهوها و نشرح لهم طبائع الناس و أخلاقهم، و نعلمهم طبيعة الحياة الأسرية حتى نحضرهم لتكوين أسرهم فيما بعد.

2. نسعى إلى أن نكون أسرة ناجحة  :و هذا النجاح لا يكون إلا في إطار تطبيق مجموعة من القيم هي:
  • التمسك بتعاليم الشريعة 
  • تمجيد قيم الإنجاز و العمل 
  • حل الخلافات الأسرية دون تدخل خارجي 
  • محاولة السكن في منطقة جيدة، ما أمكن. 
  • جعل الجدية سمة عامة للتعامل 
  • التشجيع على تحصيل العلم 
  • رعاية مواهب الأبناء

3. تدبير الشأن الداخلي بكفاءة  :و هنا يركز الكاتب على الشأن المادي و يحث على التحلي بالقيم التالية:
  • الإيمان بأن الله هو الرزاق 
  • نحن مملوكون لله و يجب أن نتصرف وفق قوانينه 
  • العمل من أجل كسب الرزق عبادة و قربة إلى الله 
  • الصدقة و البر و صلة الأرحام باب من أبواب الرزق 
  • نسعى لأن يكون لدينا فائض من المال 
  • إيثار المنتجات الوطنية بالاستهلاك 
  • محاربة السمنة و اختيار أغذيتنا باهتمام 
  • في حالة فقدان العمل، العمل على ترقية المهارات

4. الفائض الأسري  :عندما تقوم الأسرة بتنظيم شؤونها على نحو جيد، فإنها تجد فائضا من الوقت و الجهد و المال و الفكر و العلم لتقدمه للآخرين، و من طرق توظيف الفائض إدخال السرور على الآخرين و تقديم النصح لهم و مساعدتهم ماديا..

آمال
  

No comments:

Post a Comment