Wednesday, July 31, 2013

البوصلة القرٱنية ـ الباب الثاني

 

الباب الثاني:  أمس و اليوم و غدا

ينقسم هذا الباب إلى فصلين، يخصص الكاتب الفصل الأول للحديث عن الماضي و بالذات اللحظة التاريخية التي كانت سبب تدهورنا. أما في الفصل الثاني فينتقل للحديث عن الحاضر و المستقبل عبر تفصيل أطوار النهضة استنادا إلى القرآن.

الأمس المستمر
النهضة تولد من لحظة

كل تغيير في هذا العالم يولد من لحظة، فلحظة الصراع بين الكنيسة و العلم مهدت للنهضة الأوربية، و لحظة استسلام اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كانت و كما لم يكن متوقعا حافزا للتقدم من جديد. أما نحن، فبدل أن نتوقف و نستفيد من لحظاتنا المجيدة كلحظة بدر أو فتح مكة أو اليرموك، توقفنا عند لحظات تخلفنا و تجمدنا عندها.

بداية السبات

بعد لحظة الفتح، ظهرت في المجتمع الإسلامي فئة "الطلقاء"، و صحيح أنها تقلدت المناصب بعد ذلك، إلا أنها ظلت خاضعة لمراقبة شديدة و صارمة خاصة من طرف عمر بن الخطاب، لكن عمر اغتيل و لم تعد هذه المراقبة كما كانت و هذا ما فتح الباب أمام الفتنة. لحظة الفتنة هذه و للأسف هي اللحظة التي توقفنا عندها، فبعد صعود الأمويين إلى سدة الحكم، بدأت القيم تتغير و ابتعدنا عن مقاصد الدين و روحه.

و قبل الخوض في تفاصيل هذه اللحظة، يذكر الكاتب أنه من الخطأ غض الطرف عن هذه المرحلة  و محاولة التغاضي عن مساوئها، بل على العكس من ذلك، يجب مواجهة تاريخنا و الاستفادة من إخفاقاتنا السابقة و مناقشة الظروف التي أوصلتنا إلى حالة التخلف التي نعيشها.

محفزات الجمود

يستند الكاتب إلى نصوص تاريخية ثبتت صحتها و ورد أغلبها في صحيح البخاري و على لسان أشخاص ثقات كعبد الله بن عمر، ليثبت أن عصر معاوية و من بعده من الأمويين كان أبعد ما يكون عن قيم و مبادئ الإسلام التي حاول الخلفاء الراشدون تطبيقها، و يخلص الكاتب من هذه النصوص إلى ثلاث مظاهر تميز هذا العصر ألا و هي :
1. الجبر و استخدام سلاح القضاء و القدر لتثبيت سطوة الدولة و الحكم، حيث فسر معاوية انتصاره على علي بقضاء الله الذي لا مرد له و يجب قبوله. و مفهوم الجبر هذا ساهم بنشر روح الاستسلام للحوادث التاريخية عموما باعتبارها من صنع الله، كما أنه ألغى عملية البحث عن الأسباب، كيف لا و كل الأسباب ترجع مرة واحدة إلى الله.

2. الاستبداد : فالأمويون عمدوا إلى بث الرعب و الخوف في نفوس معارضيهم و خصومهم، مما أدى إلى قتل فكرة الشورى و إجهاض عقيدة التساؤل.

3. توظيف النصوص الدينية و اجتزاؤها من سياقاتها الأصلية، حيث عمدت السلطة الأموية إلى استخدام آيات قرآنية و أحاديث نبوية عبر إخراجها من سياقها الأصلي حتى تعطي شرعية لتقلدها الحكم، و قد أدت هذه الانتقائية إلى إغفال البعد المقاصدي لهذه النصوص و غيرها و التعامل معها كنصوص مطلقة.

و يذكر الكاتب أن الهدف من تفصيل هذه المرحلة ليس الانتقاص من معاوية أو توجيه الاتهام له، بل يجب الاعتراف أنه كان إداريا ممتازا أدخل إصلاحات إدارية في الدولة الإسلامية، و لولا ذلك لما كان عمر ولاه على الشام، كما أن معاوية أفضل من غيره من الحكام الذين عرفوا بجهرهم بالفاحشة. و لكن الانتقاد و التقييم هنا يتم من وجهة نظر قرآنية بحتة و مقارنة بالمبادئ و القيم التي نادى بها الإسلام، و هذا ضروري إذا أردنا أن نستفيد من تاريخنا و أخطائنا كي ننهض بهذه الأمة التي عانت الكثير من جراء هذا اللحظة.

و من أهم النتائج السلبية التي ورثتها الأمة هي الخلاف حول مرتكب الكبيرة، فبداية الأمر كانت سياسية محضة، حيث لم يعرف العلماء و العامة ما يفعلونه مع حاكم يقترف الكبائر، هل يطيعونه و يصبرون عليه، أم يثورون عليه و يخالفونه، و لذلك ظهرت فرق عديدة منها من كفر هؤلاء الحكام و منها من أقر له بالإيمان كالمرجئة الذين فصلوا العمل عن الإيمان. و قد أدى هذا الخلاف إلى تدهور في المجتمعات الإسلامية، إلى أن تمت إعادة صياغة تعريف الإيمان على يد أهل السنة و الجماعة، الذين اعتبروه خضوعا بالجنان، و إقرارا باللسان و عملا بالأركان، مع أنهم بذلك حدوا من مساحة العمل و حصروه في العمل بالشعائر فقط.

استمرار الجمود

و للأسف، استمرت هذه المظاهر حتى مع الحكم العباسي، حيث عملت آلية وضع النصوص على اختلاق أحداث عن عمر أو إخراجها من سياقها، تظهر فيها أعمالا استبدادية معينة، و لم يكن الهدف من هذه النصوص التقليل من شأن عمر بقدر ما كان الهدف إعطاء شرعية لأعمالهم الاستبدادية، و قد جعل هذا محبي عمر يستسلمون للظلم و الاستبداد و جعل من يكرهونه من الشيعة يستغلون هذه النصوص لزيادة الكراهية في نفوس تابعيهم.

الرد على بعض الأسئلة

في نهاية هذا الجزء، حاول الكاتب الرد على ما يسميه بالأسئلة التقليدية التي قد يطرحها البعض ليشكك في كون هذه المظاهر هي السبب في تخلفنا عن ركب الحضارات. فالبعض مثلا يتساءلون كيف يكون الاستبداد قد أدى إلى تخلفنا في حين كان هو المحفز الأساسي في نهضة أوربا، و هنا يجيب الكاتب أن أسباب التخلف عندنا مختلفة عن مثيلتها في أوربا فهي شديدة الاختباء و تستغل الدين ليكون غطاء لها، مما يصعب عملية استئصالها من النفس و المجتمع.  و آخرون يتساءلون بماذا نفسر الاكتشافات العلمية و الإبداعات الأدبية التي عرفها المسلمون في عصور الاستبداد،  و الإجابة هذه المرة كانت أن شحنة الإيمان و الإيجابية التي بثها الإسلام كانت أقوى من أن تندثر في أعوام قليلة و هي التي شكلت هذه الاندفاعة القوية، و لكنها سرعان ما تلاشت عندما امتزجت بقيم الظلم و الجبر و توظيف النصوص.

و هذه القيم البعيدة عن روح الدين ما زالت و للأسف منتشرة في زمننا هذا، فالأمة التي كان أول ما أوحي إليها "ٱقرأ"، تبين الإحصاءات أنها في آخر السلم من حيث القراءة و الكتابة و الترجمة، كما تسجل فيها أعلى نسب للأمية.

مشروع النهضة من البذرة إلى التمكين

يقدم الكاتب في هذا الفصل وصفة جديدة للنهضة، وصفة تستقي مراحلها و أطوارها من سورة قرآنية واحدة، سورة سنت قراءتها في كل أسبوع كمراجعة لمشروعنا النهضوي، إنها سورة الكهف. و من هذه السورة يستخرج الكاتب من كل قصة من القصص الأربعة خصائص لمرحلة من مراحل النهضة.

قصة الفتية


إن هذه القصة تمثل أولى مراحل التغيير و هي مرحلة الفكرة، فالفتية آمنوا بالله و وحدانيته مما جعلهم يستنكرون الظلم و الفساد الذي يعيشه مجتمعهم، و يحلمون بنشر قيم العدل و الحرية، و لكنهم بفكرهم هذا كانوا يغردون خارج السرب، و لم يجدوا من يساندهم لنشر فكرتهم، فآثروا الاعتزال في الكهف خوفا على فكرتهم التي لم تتعدى طور الجنين من أن تجهض أو تشوه، و قد كان قرارا حكيما واعيا و تكتيكا مدروسا، فالمواجهة أحيانا قد تؤدي إلى قتل الفكرة و لن يكون طائل من ورائها، و من الذكاء تحين الوقت و الظروف المناسبين الذين يتفاعلان مع الفكرة لتعطي نهضة حقيقية.

و هنا يسقط الكاتب قصة الفتية على واقعنا المعاصر الذي عرف ثورات شبابية عديدة و لكنها للأسف كانت ثورات يغلب عليها طابع الاستعجال و الحماسة الزائدة بدل الصبر و العنف بدل التلطف مما أدى في الكثير من التجارب إلى قتل الفكرة في مهدها.

صاحب الجنتين


و بعد مرحلة الفتوة، تأخذنا السورة إلى طور الاستحالة الثاني المتمثل في قصة صاحب الجنتين، و في هذه القصة حوار بين رجل مؤمن و رجل كافر، و هذا يدل على أننا انتقلنا من مرحلة الاعتزال إلى مرحلة المواجهة و لكنها ليست مواجهة تغلب عليها الحماسة و العاطفة، بل مواجهة أكثر قوة و ثباتا. إنها مرحلة تحديد الثوابت التي جعلت الرجل المؤمن يحس بالمسؤولية و يحاور الرجل الكافر و يدحض حجته، فبينما يفتخر الكافر بما يملك من مال فان، يتمسك المؤمن بإيمانه بوحدانية الله و قدرته.

إن مرحلة الثوابت من أهم مراحل الاستحالة، لأن عدم وجود ثوابت و حدود واضحة قد تعرض الفكرة للقتل و قد تنفذ إليها أفكار أخرى أكثر قوة فتصادرها. و هذا ما يحدث اليوم حينما تمرر بعض القيم و الأفكار الغربية في وسط أفكار نهضوية، أو تستغل بعض الجهات القوية الثورات لتطبيق أجندتها.

موسى و العبد الصالح


إن هذه القصة تمثل التطور المنطقي لأي فكرة جديدة، فبعد تكون الفكرة و الحفاظ عليها و بعد تحديد الثوابت، تأتي مرحلة التطبيق، أي النزول بالفكرة من النظرية إلى الواقع و تفاعلها مع المجتمع و الناس. و في هذه المرحلة أيضا انتقال من الرؤية الجزئية للحقائق و الأحداث و النصوص إلى الرؤية الشمولية التي تجعلها تثمر و تنتج واقعا جديدا.

ففي هذه القصة لم يكن موسى يسعى وراء العلم النظري بل كان يبحث عن تجارب حقيقية واقعية يكمل به العلم الذي اكتسبه و يفعله و يفهم من خلاله الواقع، و هذا بالضبط ما قدمه له العبد الصالح. فمن خلال قصص السفينة و الغلام العاق و الغلامين اليتيمين، اتضح لموسى كيف أن الرؤية التجزيئية قد تؤدي إلى نتائج سلبية و لو كان ظاهرها إيجابيا، أما النظرة الشمولية فهي ترتبط بالنسيج الاجتماعي و تتفاعل معه لتدل على القرار الصائب الذي يجب اتخاذه.

و لا يجب أن يفهم من هذا أن فقه النهضة عليه أن يعطل النصوص و إلا لكنا اعتبرنا عمر معطلا لحد السرقة، بل إنه يجب أن يكون فقها مقاصديا ينظر إلى النص في مجمله و يتماشى مع روح الدين.

ذو القرنين


إن هذه القصة و هي الأخيرة في سورة الكهف، تمثل ذروة الرحلة، فبعد أن تنطلق الفكرة من كهف صغير يمكن لها أن تكبر و تنمو حتى تصير حضارة تنير العالم. و القرآن هنا يقدم لنا مثالا حيا لحضارة التوازنات، العقل و الروح، القوة و العدل، الدنيا و الآخرة، إنها حضارة ذي القرنين التي تمكنت من الأسباب و العلوم حتى عم تأثيرها الإنسانية جمعاء و العالم بأسره من مشرقه إلى مغربه.

و في هذه القصة يقدم الخطاب القرآني أمثلة لحضارات فاشلة و كيفية تعامل ذي القرنين معها حتى تكون عبرة لنا. ففي مغرب الشمس  وجد ذو القرنين حضارة آفلة تغرب في عين حمئة و هي إشارة إلى انهيار الأخلاق و انتشار الفساد، فإنقاذ حضارة كهذه لم يكن ممكنا إلا بنشر العدل و سيادة القانون و القيم السماوية.

أما مشرق الشمس فترمز إلى حضارة في طور البزوغ، عند النقطة الحضارية صفر، و هي مرحلة سابقة للاستقرار، فسيادة القانون هنا لم تكن لتثمر شيئا لأن القيم لم تحدد بعد، فالحل إذن كان الاستقرار المدني أولا.

أما بين المطلع و المغرب فقد وجد ذو القرنين قوما حبسوا أنفسهم بين سدين، فأصبحوا منغلقين على العالم غير قادرين على التواصل إلا أنهم يرغبون في التغيير لأنهم قرروا التخلص من يأجوج و مأجوج المفسدين في الأرض. و كان بوسع ذي القرنين أن يعينهم و يذهب إلى حال سبيله، و لكنه آثر أن يحسسهم بالمسؤولية تجاه مشاكلهم و يشركهم في حلها فكرس بذلك التوازن بين أداء الواجب و الحصول على الحق.

و يختم الكاتب هذا الفصل بإسقاط شخصي لمراحل استحالة الفكرة، فسورة الكهف تخاطب كل واحد فينا، كل واحد له مشروع نهضة شخصي يمكن أن يقلل من شأنه و يستصغره، في حين يمكن أن يعتبره جزأ في المشروع الكبير. قد نكون في مرحلة أولئك الفتية الذين اعتزلوا ليحافظوا على فكرتهم، أو في مرحلة الرجل المؤمن الذي يحاول التمسك بثوابته في ظل المغريات، أو في مرحلة العبد الصالح الذي يحاول تطبيق الرؤية الشمولية للنصوص على الواقع، أو قد نكون مثل ذي القرنين في مرحلة المسؤولية و تغيير العالم، المهم أن سورة الكهف هنا دائما لتعيننا على تقييم إنجازاتنا و متابعة مشروع نهضتنا و لو كان صغيرا.

تقييم

بما أنه كان مقررا أن أقرأ "البوصلة القرآنية" في هذا العام على كل حال، فإني لم أجد خيرا من شهر القرآن لقراءته طامعة في أن أجد في هذا الكتاب معاني و أفكارا جديدة  تعينني على فهم القرآن أكثر و تذوقه أكثر، خاصة مع معرفتي بكاتبه ذي الأسلوب الشيق و الطرح المتجدد. و في الحقيقة لم يخذلني الكاتب هذه المرة أيضا، فكعادته عمد العمري إلى وضع الأفكار التقليدية و البالية عن القرآن جانبا، لينطلق في رحلة فريدة من نوعها إلى أعماق هذه المعجزة و يكشف لنا عن أسرار جديدة بين أسطرها و يستخرج منها كنوزا نمر عليها مرارا و تكرارا و لكننا لا نكاد نراها.

لقد كان هم الكاتب الأساسي من وراء البوصلة أن يجد الوصفة السحرية الكامنة في القرآن و التي جعلت مجتمع الجاهلية يتحول في أعوام معدودات إلى حضارة وصل شعاعها إلى العالم بأسره، و من أجل ذلك قام الكاتب بعملية تنقيب معقدة لاستنباط عناصر الخطاب القرآني التي ساهمت في هذه الطفرة التاريخية، و بعملية تشريح دقيق لماضينا تحرى فيها الحياد و النزاهة لاكتشاف العوامل و الظروف التي أدت بنا إلى الابتعاد عن روح القرآن و جعلتنا نتخلف عن ركب الحضارات، و في النهاية حاول الكاتب إيجاد معادلة النهضة الكفيلة بإيقاظنا من السبات الذي نعيش فيه و بشحن عزيمتنا و دفعنا لتدارك ما فاتنا.
 
و شخصيا أعتقد أنه حتى لو لم يكن الكاتب قد استطاع فك رموز هذه المعادلة كليا، إلا أنه اقترب من ذلك إلى حد كبير و الأهم من ذلك أنه فتح آفاقا جديدة للتأمل و طرح  إشكاليات جديدة للتفكير و الدراسة و قدم لنا رؤى مختلفة للقرآن و الواقع. و مع أني قد أتحفظ قليلا من التفسيرات التي يقدمها الكاتب لبعض النصوص، إلا أن هذا لا ينقص من قيمة الكتاب و المجهود الجلي الذي قام به الكاتب، لذلك فهو يستحق بجدارة 5/5.

آمال

5 comments:

  1. Salam,
    article à ton image, très intéressant, en le lisant, on comprend le gros volume d'effort investis dans sa rédaction. Bon courage dans la suite.

    ReplyDelete
  2. :)مرحبا إلياس و شكرا جزيلا على تعليقك الذي يحفزني على تقديم المزيد

    ReplyDelete
  3. السلام عليك امال
    شكرا امال على هذا الملخص الجميل جدا الذي يشجع على قراءة الكتاب. فبالإضافة الى اهمية موضوع النهضة في بلادنا و هو موضوع الساعة و بالإضافة الى كون فكر الكاتب فكر ديني متميز و هذا ما نلمسه في الكثير من مؤلفاته فان الأفكار التي جاء ت في الملخص افكار متميزة من حيث كيفية ربطها للنهضة بالقران.
    والواقع يبين لنا ان القران منجم لا تتجلى كنوزه دفعة واحدة و لكن في كل زمان يظهر مفكرون و علماء يستخرجون منه دررا جديدة. و القراءة التي قام بها الكاتب لبعض سور القران و قصص الأنبياء هي قراءات تسلط الضوء على بعض مقومات نهضة الإنسان. و ما احوج البشرية اليوم الى نهضة شاملة كاملة ترتقي بعقولنا و ارواحنا و اجسادنا الى حيث يريد لها الخالق سبحانه.

    ReplyDelete
  4. جزاك الله خيرا على هذا المجهود التنويري
    وللتعليق بقية...ا

    ReplyDelete
  5. و أنت من أهل الجزاء سكينة، في انتظار تعليقك المفصل :)

    ReplyDelete